تطبيق أهم الأفعال في اللغة الألمانية

تطبيق الأفعال الأكثر استعمالاً في اللغة الألمانية

في كل مرة أبدأ فيها بتعلم لغة جديدة، أجد نفسي أعود إلى نفس السؤال، ما الذي يجب أن أبدأ به؟ المفردات؟ القواعد؟ النطق؟ لكن هناك شيء واحد ثابت، الأفعال. الأفعال هي قلب اللغة.بدونها لا يمكنك أن تقول شيئًا ذا معنى.

وفي هذا السياق، صادفت تطبيق أهم الأفعال في اللغة الألمانية. الاسم واضح جدًا. لا محاولات تسويقية ولا وعود كبيرة. فقط، أهم الأفعال. وهذا بالضبط ما جعلني أجربه. لأن أحيانًا، كل ما تحتاجه هو شيء بسيط،مركّز، ومفيد.

هل يفي التطبيق بالغرض؟ هل يغنيك عن البحث المتكرر في القواميس؟ وهل هو مناسب للمبتدئين فعلًا؟ قررت أن أستخدمه لعدة أيام بشكل يومي، وهذا ما خرجت به من ملاحظات صريحة.

ما هو تطبيق أهم الأفعال في اللغة الألمانية؟

التطبيق يقدم مجموعة من الأفعال الشائعة في اللغة الألمانية، مصحوبة بتصريفاتها، ومعانيها، واستخدامها في جمل. الأفعال مقسّمة حسب الأولوية أو حسب الموضوع (مثل أفعال الحركة، أفعال الشعور، أفعال الملكية… ) وبعضها يأتي مع تسجيل صوتي للنطق الصحيح.

كل فعل يحتوي عادة على الشكل في المضارع، الماضي البسيط، والماضي التام، بالإضافة إلى أمثلة بسيطة توضح كيف يستخدم الفعل في جملة واقعية. لا يوجد شروحات لغوية مطولة، ولا تمارين قواعد، ولا قوائم كلمات غير ضرورية. هو تطبيق متخصص، وهذه نقطة إيجابية في حد ذاتها.

ما أعجبني في تطبيق أهم الأفعال في اللغة الألمانية

أول ما أحببته هو الوضوح. لا تحتاج إلى أن تبحث داخل التطبيق لتفهم كيف يعمل. كل شيء مرتب. تختار الفئة، يظهر لك الفعل، تقرأ، تستمع،وتنتقل للفعل التالي. لا ضغط، ولا خطوات كثيرة.

ثانيا، التطبيق يركز على شيء أساسي، التعرض المتكرر للأفعال المهمة. وهذا في رأيي هو أهم ما يحتاجه المتعلم في المراحل الأولى. لأن المشكلة ليست في “معرفة ” الفعل، بل في “تذكره عند الحاجة”. والتكرار هو ما يثبّت هذه الذاكرة.

أيضا، وجود النطق الصوتي كان مفيدًا جدًا. لأن بعض الأفعال حتى لو عرفتها ستجد نفسك تنطقها بشكل خاطئ. التطبيق يُعطيك نطقًا طبيعيًا، واضحًا، يمكنك تقليده أكثر من مرة.

النقطة الرابعة، وربما الأهم، أن التطبيق لا يحمّلك ما لا طاقة لك به. لا إشعارات مزعجة، لا تحديات يومية، لا أنظمة تحفيز تجبرك على الدخول اليومي. أنت تستخدمه عندما تريد، وبالطريقة التي تناسبك.

ما لم يعجبني

رغم أن الفكرة جيدة والتنفيذ بسيط، إلا أن هناك بعض النقاط التي شعرت أنها تُضعف من قيمة التجربة.

أولها، لا يوجد اختبار بعد تعلم الأفعال. أنت ترى الفعل، وتنتقل. لكن لا يوجد ما يساعدك على التذكر أو التثبيت. تمنيت لو كان هناك تمرين بسيط حتى اختيار من متعدد لاختبار ما تعلمته.

ثانيا، عدد الجمل التوضيحية قليل. في بعض الأحيان، تجد فعلًا صعبًا أو مركّبًا، لكنه لا يظهر إلا في جملة واحدة فقط. وهذا غير كافٍ. لأن السياق هو ما يساعد على الفهم. لو كانت هناك جمل متعددة لكل فعل، أو على الأقل موقف حواري بسيط، لكانت الفائدة أكبر.

وأخيرا، بعض الأفعال تُعرض بدون شرح دقيق للفرق بينها وبين أفعال مشابهة. مثلًا، بعض أفعال “الذهاب ” تُستخدم بتراكيب مختلفة حسب الحالة (الوسيلة، الوجهة، النية… )، وكان من المفيد لو تم توضيح ذلك.

هل يكفي تعلم الأفعال لفهم اللغة الألمانية؟

ليس تمامًا. لكن، الأفعال هي اللبنة الأساسية. بدون معرفة الأفعال الشائعة وتصريفها، لن تستطيع بناء جملة واحدة مفيدة. تعلم الأفعال يُعطيك الهيكل، ثم تأتي المفردات لتُكمل المعنى، والقواعد لتُنسّق الشكل.

ما يقدمه تطبيق أهم الأفعال في اللغة الألمانية هو هذه اللبنة الأساسية. لا أكثر، ولا أقل. إن استخدمته بجانب أدوات أخرى  مثل تطبيقات الاستماع، أو القراءة المبسطة ستحصل على نتيجة واضحة خلال أسابيع.

متى استخدمته؟ وكيف كانت النتيجة؟

أنا لا أستخدم تطبيقات الأفعال عادة بمفردها. لكن قررت هذه المرة أن أخصص لها ربع ساعة في اليوم، صباحا، قبل أي شيء. اخترت كل يوم 5 أفعال، أقرأها، أسمعها، أكررها، وأحاول أن أستخدم كل واحد منها في جملة من عندي. أحيانًا أكتب الجملة، أحيانًا أكتفي بنطقها.

بعد أسبوعين، لاحظت أن بعض الأفعال التي كنت أنساها دائمًا (مثل verstehen، anfangen، bekommen ) أصبحت تظهر في ذهني بشكل أسرع. بدأت ألاحظها في الأفلام، في الرسائل، وفي البودكاستات. لم أكن أفهم دائمًا الجملة الكاملة، لكني كنت أتعرف على الفعل. وهذه علامة جيدة.

ما ساعدني فعلا هو النطق الصوتي والتكرار البصري. أحيانا كنت أكرر نفس الفعل لأكثر من يوم، ليس لأن التطبيق طلب ذلك، بل لأنني أردت أن أتقنه. وهذا، على عكس ما توقعت، لم يشعرني بالملل.

لمن يُناسب التطبيق فعلًا؟

أعتقد أن التطبيق مثالي لثلاث فئات، المبتدئون الذين يشعرون بالضياع في الكم الهائل من القواعد والمفردات. من تعلموا اللغة نظريا لكن لا يتقنون استخدامها شفهيًا. المسافرون الذين يريدون حفظ أفعال سريعة للاستخدام اليومي دون الدخول في  تفاصيل لغوية.

لكن في المقابل، لا أظنه كافيا لمن يريد التحضير لامتحان لغة رسمي، أو لمن يبحث عن تعلم معمق ومتدرج للغة. التطبيق يُقدّم الأفعال فقط. لا يُعلّم تركيب الجمل، و لا يقدم محتوى تفاعلي، ولا يناقشك في استخدامك للغة.

هو أقرب إلى “دفتر إلكتروني للأفعال ” منه إلى تطبيق شامل لتعلم اللغة. وهذه ليست نقطة سلبية، بل تحديد دقيق لوظيفته.

كيف يمكن تطويره؟

فكرت كثيرًا. لو كان بيدي تحسين التطبيق، لبدأت بهذه الأمور:

  • إضافة خاصية “المفضلة “، حتى أستطيع حفظ الأفعال التي لم أتقنها بعد.
  • إمكانية اختبار سريع على الأفعال التي تعلّمتها خلال الأسبوع.
  • تقديم ترجمة للجمل التوضيحية أكثر وضوحًا، أحيانًا كانت الترجمة غير دقيقة تمامًا.
  • دمج التمارين الصوتية: أن أقول الفعل بصوتي، ثم يقارن بين نطقي والنطق الصحيح.

أيضا، لو تم إضافة جدول مصغّر لعرض الفعل في أزمنته الثلاثة (الحاضر، الماضي، الماضي التام ) بشكل مرئي، سيكون ذلك مفيدًا جدًا خصوصًا للمتعلمين البصريين.

ماذا عن تصميم التطبيق؟

بصراحة؟ بسيط جدا. وهذا في صالحه. لا ازدحام في الواجهة، لا ميزات تشتتك، لا ألوان صاخبة. الخلفية واضحة، الخط كبير بما يكفي، وكل شيء يحدث في خطوتين أو ثلاث.

لكن وهنا ملاحظة شخصية التصميم يبدو قديمًا قليلًا. لا شيء خطير، ولا يؤثر على الفائدة، لكن بعض المستخدمين قد يشعرون أنه “تقليدي جدًا “. ومرّة أخرى، هذا لا يُعد عيبًا إذا كانت الأولوية لديك هي المضمون.

خلاصة تجربتي

تطبيق أهم الأفعال في اللغة الألمانية لا يُقدّم لك دورة تدريبية، ولا يعدك بأن تتحدث بطلاقة خلال 30 يومًا، ولا يُغرقك في تمارين معقدة. لكنه يعطيك شيئا بسيطا جدا… وأساسيًا جدًا.

يُعطيك الأفعال. وهي الخطوة التي يبدأ منها كل شيء آخر. هل أنصح به؟ نعم، إذا كنت مبتدئا، أو تبحث عن مراجعة الأفعال بشكل منظم، وبدون إزعاج. هل هو كافٍ لتعلم اللغة؟ لا، لكنه يُساعدك أن تبني عليها. هل يستحق مكانًا في هاتفك؟ إن كنت جادًا في تعلّم الألمانية، فالإجابة نعم.

 

 

download