تطبيق يحتوي علي كم هائل من العبارات و المفردات ألماني عربي

في كل مرة أبدأ فيها بتعلّم مفردات جديدة بالألمانية، أجد نفسي أتوقف عند نفس النقطة، الجملة وحدها لا تكفي. ولا الكلمة وحدها تكفي.دائما أحتاج شيئًا يجمع بين الاثنين. وعندما وجدت تطبيق العبارات والمفردات ألماني عربي، شعرت أنه قد يكون هو ما أحتاجه بالضبط.

لست ممن ينجذبون سريعا للتطبيقات التي تعدك بـ”إتقان اللغة في أسبوع “، ولا التي تملأ واجهتها برسوم وأصوات مبالغ فيها. ما شدني هنا كان شيء مختلف،حجم المحتوى. قيل لي إن التطبيق يحتوي على كم هائل من العبارات والمفردات، مرتبة ومترجمة، يمكن الوصول إليها بسهولة. هل هو كذلك فعلًا؟ وهل المحتوى مفيد؟ وهل يصلح لمن يبدأ من الصفر؟ جربت التطبيق لعدة أيام، وهذه ملاحظاتي.

ما هو تطبيق العبارات والمفردات ألماني عربي؟

تطبيق العبارات والمفردات ألماني عربي هو أداة تعليمية تهدف إلى مساعدة متعلمي اللغة الألمانية، خصوصا المتحدثين بالعربية، على اكتساب المفردات والعبارات الأكثر استخدامًا في الحياة اليومية. محتواه مقسم إلى مواضيع، مثل، العائلة، السفر، الوقت،العبارات الشائعة، التسوق، المواقف الطبية، المدرسة، والمزيد.

لكل عبارة أو كلمة، يقدم التطبيق الترجمة إلى العربية، والنطق الصوتي باللغة الألمانية. بعض العبارات تأتي في سياق جمل واقعية، وبعضها تُقدم منفردة. ويمكنك أن تستمع للنطق بلمسة واحدة، دون الحاجة للاتصال بالإنترنت وهي ميزة لا تُستهان بها.

الفكرة العامة بسيطة، لا يوجد نظام “مستويات ” أو اختبارات، بل مجرد تصفح، تعلم، استماع، وتكرار. لا يوجد ضغط، ولا تعقيد.

ما أعجبني في تطبيق العبارات والمفردات ألماني عربي

أكثر ما أعجبني في هذا التطبيق هو الكم. نعم، الكم. نحن غالبًا ما نهتم بالجودة (وهذا مهم )، لكن في حالات معينة، يكون “الكم الكبير المنظم ” في حد ذاته قيمة. في هذا التطبيق، وجدت عبارات كثيرة جدا، تغطي مواقف لم أجدها بسهولة في تطبيقات أخرى. مثلا، كيف تسأل عن الأوراق الرسمية؟ كيف تتحدث عن مشاكل النوم؟ كيف تعتذر بلغة لبقة؟ كلها موجودة، ومرتبة.

ثاني شيء أعجبني هو بساطة الواجهة. لا تحتاج وقتًا لتفهم أين تذهب أو كيف تبدأ. لا قوائم معقدة، ولا خيارات غامضة. كل شيء واضح.

ثالثا، النطق. الجودة الصوتية جيدة، والنُطق واضح، وهذا عنصر أساسي لأي متعلم جديد. كنت أكرر العبارات أكثر من مرة، وألاحظ كيف يتغير نطقي كل يوم، وأظن أن هذا من أهم الفوائد.

كذلك، وجود الترجمة العربية الدقيقة يسهل كثيرًا. لست بحاجة لفتح قاموس خارجي. وفي بعض العبارات، كانت الترجمة موضّحة للسياق، وليست حرفية، وهذا مهم.

ما لم يعجبني

رغم إيجابياته، التطبيق ليس مثاليًا. وأذكر هنا النقاط التي شعرت أنها تُضعف التجربة قليلًا:

أولاً، لا توجد طريقة لحفظ العبارات أو المفردات التي أتعلمها. كنت أتمنى وجود زر “المفضلة” أو “تم التعلم “، حتى أستطيع العودة لاحقًا لمراجعة ما تعلمته. الآن، كل مرة أفتح التطبيق، أبدأ من نقطة عشوائية، وهذا يقلل من الاستمرارية.

ثانيا، لا يوجد اختبار أو أي نوع من التفاعل. أعني، لا بأس إن لم يكن تطبيقًا تفاعليًا بالكامل، لكن اختبار بسيط  حتى لو كان مجرد مطابقة كلمة مع معناها كان سيضيف فائدة.

ثالثا، التكرار داخل بعض المواضيع. وجدت بعض العبارات مكررة، بنفس الصيغة، في أكثر من تصنيف. قد يكون ذلك متعمدا لتغطية السياقات المختلفة،لكن شعرت أن التكرار لم يكن منظمًا أو مبررًا أحيانًا.

وأخيرا، لا توجد مؤشرات لتقدمك أو لتتبع ما تعلمته. لا ضرر في البساطة، لكن بعض المتعلمين يحتاجون إلى نوع من التوجيه أو التقدير الذاتي.

هل يمكن الاكتفاء به وحده لتعلّم اللغة؟

لا. ولا ينبغي أن تتوقع ذلك منه. تطبيق العبارات والمفردات ألماني عربي لا يقول إنه بديل عن مدرس، ولا يقدم نفسه كمنصة شاملة لتعليم اللغة. هو مصدر مكمل. مفيد جدًا، لكنه ليس كافيًا وحده.

ما يقدمه التطبيق هو اللبنة الأولى الكلمات الأساسية، والعبارات الشائعة، والقدرة على الاستماع للنطق الصحيح. لكنه لا يُعلّمك تركيب الجملة، ولا يصحح أخطاءك، ولا يساعدك على التفاعل أو المحادثة.

إذا استخدمته وحده، ستتعلم كثيرا من المفردات، صحيح، وستفهم الكثير من العبارات الجاهزة. لكنك ستبقى في منطقة “الفهم” أكثر من “الاستعمال “. ستفهم عندما ترى العبارة، لكن قد لا تتمكن من إنتاج جملة جديدة مشابهة. وهنا يظهر الفرق بين الحفظ والاستيعاب.

لذلك، أنصح باستخدام التطبيق إلى جانب أدوات أخرى. تطبيقات المحادثة. كتب مبسطة. حتى التمرين اليومي على كتابة الجمل. كل هذه الوسائل تُكمل ما يقدمه التطبيق.

متى يكون استخدامه فعّالًا فعلًا؟

في نظري، الوقت المثالي لاستخدام التطبيق هو عندما تريد مراجعة مفردات الحياة اليومية بشكل سريع ومنظم. قبل السفر، مثلا. أو أثناء الإقامة في بلد ناطق بالألمانية.

أيضا، إن كنت تتعلم اللغة ذاتيًا وتحتاج محتوى قصير وسهل ومتجدد فهو مناسب جدًا. لا يحتاج إلى تسجيل، لا ينتظر منك أداءً، لا يضعك في منافسة. فقط افتح، استمع، احفظ، واخرج.

والأهم على الأقل بالنسبة لي أنه لا يُشتتك. لا إعلانات، لا حوافز اصطناعية، لا “لعبة ” تعليمية. هو تطبيق بسيط، مركز، ومفيد في فكرته الوحيدة.

كيف استخدمته؟ وما لاحظته بعد أسبوعين؟

قررت أن أخصص له 10 دقائق صباحا، كل يوم. كنت أفتح قسمًا جديدًا، أستمع لجميع العبارات، أكرّر بعضها بصوت مسموع. وأحيانا كنت أكتب العبارات على دفتر صغير. لم أُخطط لكثير من التمارين،فقط التعرض اليومي المنتظم.

بعد أسبوعين، بدأت ألاحظ شيئًا بسيطًا. أصبحت أتعرف على العبارات عندما أسمعها في فيديوهات ألمانية. وليس فقط التعرف، بل الفهم السريع دون ترجمة. لا أقول إنني صرت أتحدث بطلاقة، لا. لكنني أصبحت مرتاحا أكثر تجاه اللغة.

وهنا نقطة أحب التأكيد عليها التكرار البسيط اليومي أهم من الاستخدام المكثف ليوم واحد ثم الانقطاع. والتطبيق يساعدك على هذا النوع من التعلم الهادئ، المتدرج، والمستمر.

لمن أنصح به؟

أنصح به لكل من يبدأ تعلم الألمانية، خصوصًا من الصفر. التطبيق يُعطيك ما تحتاجه فعلًا في البداية، عبارات ومفردات تُستخدم كثيرًا، ونُطق واضح، وترجمة فورية.

أنصح به أيضا لكل من يعيش في بلد ناطق بالألمانية، أو سيسافر إليه قريبًا. التطبيق مناسب جدًا للاستعداد المسبق، وللاستخدام أثناء التنقل.

لكن، إن كنت متقدما في اللغة، وتبحث عن محتوى معقد، أو عن تمارين قواعد، فلن يقدم لك هذا التطبيق الكثير. هو، ببساطة، لا يستهدفك.

خلاصة استخدامي

تطبيق العبارات والمفردات ألماني عربي ليس تطبيقا خارقا، لكنه تطبيق صادق. يُعطيك ما يعد به، عبارات ومفردات، بشكل واضح وسلس. لا يحمّلك أكثر من اللازم، ولا يُقاطعك بإعلانات أو إشعارات.

هل أنصح بتثبيته؟ نعم، بشرط أن تعرف هدفك منه. إن كنت تبحث عن مصدر يساعدك على بناء قاعدة لغوية بسيطة ومباشرة، فهذا خيار ممتاز.

هل هو كافٍ لتعلم الألمانية؟ لا، لكنه خطوة قوية على الطريق الصحيح.

 

 

 

download