تطبيق ستتعلم من خلاله علي كم هائل من العبارات و المفردات تركي عربي

لست ممن يهوون تحميل التطبيقات على هواتفهم بشكل عشوائي، بل إنني عادة ما أتردد وأتحقق ثم أتراجع، لكن مع اللغة التركية كانت المسألة مختلفة، فكل لوحة إعلانية لا أفهمها، وكل محادثة تفوتني تفاصيلها، كانت تدفعني نحو البحث عن وسيلة ما، أي وسيلة، تكسر هذا الحاجز. وبينما كنت أبحث عن حل لا يتطلب التزامًا دراسيًا ولا اشتراكًا شهريًا، وجدت نفسي أمام تطبيق صغير الحجم، لكنه ترك بصمة عميقة: تطبيق العبارات والمفردات تركي عربي.

ما سأقوله هنا ليس مديحًا تقليديًا، ولا هو انتقاد بارد. هو أقرب لما يكتبه شخص جلس على كرسي بلا ظهر في محطة انتظار، واكتشف أن الوسادة الصغيرة في جيبه كانت كافية ليجعل جلسته أكثر احتمالًا. التطبيق لم يعلّمني التركية، لكنه ساعدني أن ألتقط أنفاسي في مساحات الفهم الأولى.

ما هو تطبيق العبارات والمفردات تركي عربي؟

هو تطبيق صُمم ليضع في يدك عددًا كبيرًا من العبارات اليومية والجُمل القصيرة التي تُستخدم كثيرًا في الحياة العامة بتركيا، بدءًا من التحايا وحتى التسوق وطلب الطعام والاستفسار في مواقف المواصلات. لا يقدم دروسًا أكاديمية، ولا يطالبك بتسجيل دخول أو اجتياز مستويات، بل يقدّم لك ما يشبه كتالوجًا لغويًا محمولًا.

تخيل كأنك تحمل في جيبك دفترًا صغيرًا مقسمًا إلى فصول: التحيات، الأسئلة، الطوارئ، المطاعم، المصطلحات الطبية… وكل فصل يحوي ما تحتاجه بلغة عربية واضحة وتركية مقابلة، دون شرح نحوي ولا تعقيدات صوتية، بل بتركيز على الجملة كما تُستخدم فعليًا في الشارع.

تجربتي مع اللغة التركية على تطبيق العبارات والمفردات تركي عربي

أول مرة استخدمت فيها التطبيق كانت بعد نقاش محرج مع عامل توصيل لم أفهم ما قاله، ولا استطعت أن أرد بجملة واحدة مكتملة. فتحت التطبيق، بحثت عن كلمة “kapı” ووجدت جملة تقول: “Kapıyı açabilir misiniz?”، أي: هل يمكنك فتح الباب؟ وكررتها مرات حتى خرجت مني طبيعية تقريبًا، ثم استخدمتها في اليوم التالي، وكانت النتيجة؟ ابتسامة حقيقية من السائق، وشعور داخلي صغير بالنصر.

ولاحقًا بدأت أعتمد عليه في كل مرة أزور فيها السوق أو أحتاج إلى الاستفسار في المستشفى. كنت أبحث في التطبيق عن الجملة المناسبة، أقرأها بصوت خافت، ثم أحاول قولها بصوت مسموع. أحيانًا كنت أرتبك، وأحيانًا أسيء النطق، لكن المثير أن كثيرين يفهمون النية حتى لو كانت الجملة مضطربة.

شيئًا فشيئًا اصبحت بعض الجُمل ثابتة في ذهني دون حاجة لرجوع، وصرت أستخدمها بتلقائية. ليس لأنني درستها، بل لأنها تكررت معي في مواقف حقيقية. وهذا ما يجعل التطبيق أقرب إلى دفتر نجاة ميداني، لا كتابًا دراسيًا.

ما أعجبني في تطبيق العبارات والمفردات تركي عربي

أول ما لاحظته هو بساطة التصميم، لا أقصد التصميم الجرافيكي، بل طريقة عرض المحتوى: كل شيء مقسّم بوضوح، لا إعلانات تُشوش، ولا خصائص زائدة تُربك. تفتح التطبيق، تختار الموقف، تجد العبارات.

ثانيًا، عدد العبارات كبير ومتنوّع. هناك عبارات تصلح للحديث مع البائع، وأخرى مناسبة للحديث مع الطبيب، وثالثة لحالات الطوارئ. لم أجد يومًا موقفًا شعرت فيه أن التطبيق لا يملك عبارة تقارب حاجتي. وهذا نادر في مثل هذه التطبيقات.

وثالثًا، الترجمة العربية دقيقة، ليست حرفية ولا سطحية، بل أقرب لما قد يقوله عربي يعيش في تركيا منذ سنوات، ويدرك الفروق الدقيقة بين “نعم” و”بالطبع” و”ربما” في السياق التركي.

ورابعًا، أكثر ما شدّني هو قسم العبارات المُقترنة بصوت ناطق، حيث يُمكنك سماع الجملة بصوت متحدث أصلي، فتتعلّم النغمة والإيقاع، لا فقط النطق. وهذا جعلني أتحسن في تقليد النبرة أكثر من الاعتماد على خيالي في القراءة.

ما لم يعجبني

أشعر أن التطبيق ينقصه قسم مخصص للعامية التركية التي تختلف في نُطقها وتركيبها عن الفصحى، فبعض الجُمل التي أحفظها من التطبيق تبدو رسمية جدًا في الشارع.

وأحيانًا أخرى، لا توجد خاصية للبحث الصوتي أو استخدام التطبيق دون إنترنت، وهذا يُربكني عندما أكون خارج المنزل بلا شبكة، وأحتاج جملة بشكل عاجل، فلا أجدها إلا عند العودة.

وكذلك بعض الأقسام تكرر جُملًا متشابهة جدًا مع تغييرات طفيفة، وهذا يُشعرني أحيانًا بأن المحتوى يحاول التمدد أكثر مما ينبغي، بدلًا من التركيز على الجودة.

كيف استخدمته

كنت أفتحه يوميًا عند الخروج من المنزل، وأراجع سريعًا العبارات المتعلقة بالمكان الذي أقصده وإذا كنت ذاهبًا للبنك، ألقي نظرة على قسم المعاملات المالية، وإذا كنت ذاهبًا للطبيب، أفتح قسم العبارات الطبية.

وفي أوقات الانتظار، سواء في الباص أو العيادة كنت أراجع جُملًا محددة بصوت مرتفع نوعًا ما، لأتدرّب على النطق والإيقاع، وهذا ساعدني كثيرًا في نزع الرهبة من استخدام اللغة أمام الآخرين.

ما الذي يمكن أن تتعلمه من تطبيق العبارات والمفردات تركي عربي؟

لن تصبح متحدثًا تركيًا بطلاقة، ولن تفهم المسلسلات التركية دون ترجمة، لكنك ستملك ما يكفي من المفردات للتفاعل في الحياة اليومية دون شلل لغوي. ستجد نفسك تقول “Teşekkür ederim” دون تفكير، وتفهم أن “Afedersiniz” تعني أكثر من مجرد “عذرًا”.

التطبيق يمنحك مجموعة من العبارات التي تُستخدم فعلًا، لا جُملاً دراسية محفوظة. وهذا وحده كفيل بأن يجعل من تعلم اللغة جزءًا من الممارسة اليومية، لا من المشاريع المؤجلة.

كما أن العبارات تُعزّز فهمك للبنية اللغوية التركية، فتتعلم كيف تُركب الجملة، أين تضع الفعل، ومتى تُستخدم الإضافة، دون الحاجة لشرح نظري أو دروس قواعد مملة.

هل أنصح به؟ ولمن؟

نعم، أنصح به لا كحل شامل بل كجزء من حقيبتك اللغوية. وإن كنت تبدأ من الصفر، فهو كافٍ لتجاوز الحرج الأولي، وللخروج من خانة “لا أفهم شيئًا” إلى خانة “أفهم وأتفاعل ولو قليلًا”.

أنصح به للعرب المقيمين في تركيا، خصوصًا من لا يملكون وقتًا أو موارد للالتحاق بدورات طويلة. وأرشحه كذلك لمن يسافر إلى تركيا لفترات قصيرة ويرغب في التواصل دون الاعتماد الكلي على المترجمين، ولمن يستكمل تعلّمه عبر تطبيق تعلم اللغة التركية أو مراجعة اهم 5000 جملة في التركية.

وهو مناسب كذلك للآباء الذين يرغبون في تعليم أبنائهم العبارات اليومية بأسلوب بسيط وسريع، دون حاجة لأن يتحول الأمر إلى جلسة دراسية تقليدية.

تطبيق العبارات والمفردات تركي عربي

العبارات التي يقدّمها هذا التطبيق لم تغيّر حياتي، لكنها غيّرت نبرة صوتي، وجعلتني أرى في اللغة التركية بابًا يمكن فتحه بجملة واحدة في الوقت المناسب. لا أعرف كم عدد الجُمل التي حفظتها، لكني أعرف كم مرة ابتسم لي أحدهم لأنني قلت شيئًا بلهجته.

جربه. افتح قسمًا واحدًا، وكرّر جملة بصوتك. ثم قلها في الشارع. عندها تعرف أنك بدأت تتعلّم فعلًا.

 

 

 

download