أبسط الطرق لتعلم اللغة الإنجليزية مع تطبيق الدردشة و المحادثة مع الناطقين باللغة الانجليزية

تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الإنجليزية

هناك نقطة يصل لها أي شخص يتعلم لغة جديدة، حيث يشعر أن الدراسة وحدها لم تعد كافية. تحفظ الكلمات، تفهم القواعد، تشاهد مقاطع الفيديو التعليمية، ثم تكتشف أنك لا تستطيع استخدام اللغة في محادثة حقيقية.

كنت أبحث عن شيء يغير هذا النمط.لا درس جديد، بل تطبيق يُجبرني على التفاعل. هنا قررت تجربة تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الإنجليزية. لم أكن واثقا تماما من فكرته. هل محادثة عشوائية مع شخص لا أعرفه ستكون مفيدة؟ وهل يمكن تعلم اللغة من أشخاص ليسوا معلمين أصلاً؟

هذه مراجعة صريحة لما جربته، بدون توقعات مرتفعة، وبدون مبالغة.

ما هو تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الإنجليزية؟

التطبيق يقوم على مبدأ واضح، ممارسة اللغة الإنجليزية عبر المحادثة المباشرة مع أشخاص حقيقيين، أغلبهم ناطقون أصليون،  أو على الأقل متعلمون من دول أخرى. لا يوجد دروس. لا اختبارات. فقط محادثات نصية أو صوتية أو حتى مكالمات فيديو، إذا رغبت.

واجهة التطبيق بسيطة، لكنها تحتوي الكثير من الخيارات. يمكنك اختيار لغتك التي تتعلمها، ثم يبدأ التطبيق باقتراح شركاء محادثة. كل شخص لديه ملف شخصي، يظهر فيه اللغة التي يتحدث بها، اللغة التي يتعلمها، واهتماماته.

يمكنك إرسال رسالة لأي شخص، أو الرد على منشوراتهم العامة، أو الانضمام  إلى محادثات جماعية.بعضهم يرد فورًا، وبعضهم لا يرد أبدًا. وهذا جزء من التجربة.

يحتوي التطبيق على أدوات مساعدة، مثل ترجمة فورية داخل المحادثة، وتصحيح تلقائي لما تكتبه، بالإضافة إلى خاصية «التبادل اللغوي »، حيث يعلمك الشخص الإنجليزية، وأنت تساعده في لغتك.

ما أعجبني في تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الإنجليزية

أول شيء لاحظته بعد يومين من الاستخدام هو أن التطبيق يقدم تجربة واقعية، ليست مصطنعة. تتحدث مع أشخاص حقيقيين، بأسلوب غير رسمي، وأحيانا بخطأ لغوي بسيط. وهذا جزء مما يجعل التجربة شبيهة بالواقع.

الحديث لا يدور حول جمل مثل «القط على الطاولة »، بل حول موضوعات حقيقية، الطعام، السفر، الدراسة، الطقس، الهوايات. وهذا هو ما كنت أبحث عنه. طريقة تفكير الناس، وطريقة استخدامهم للجمل في الحياة العادية.

النقطة الأخرى التي أعجبتني هي أن التطبيق يعطيك حرية كاملة. يمكنك الدردشة بنص فقط، أو تسجيل صوت، أو حتى مشاركة صورة مع تعليق. لا أحد يجبرك على استخدام طريقة واحدة. هذا ساعدني في تجاوز التردد، خصوصا عندما لم أكن متأكدًا من نطقي.

ميزة التصحيح التلقائي كانت مفيدة. عندما تكتب جملة، يمكن للطرف الآخر تصحيحها بضغطة زر، والتطبيق يعرض التصحيح بشكل واضح ومقسم. هذا ساعدني على ملاحظة أخطائي، خصوصًا في ترتيب الكلمات واستخدام الأزمنة.

وأخيرا، أعجبني أن هناك مستوى من الاحترام العام داخل التطبيق. لم أتعرض لمواقف مزعجة أو محادثات غير مناسبة. ربما لأن أغلب المستخدمين مهتمون فعلًا بتعلّم اللغات، وليس بإضاعة الوقت.

ما لم يعجبني

رغم أن الفكرة فعّالة، إلا أن التجربة ليست دائمًا سهلة. أول شيء لاحظته هو أن إيجاد شريك محادثة منتظم ليس سهلًا. كثير من الأشخاص يردون مرة أو مرتين، ثم يختفون. البعض يُظهر حماسا، ثم لا يعود. هذا مزعج إذا كنت تبحث عن شخص تتدرّب معه باستمرار.

أيضا، المحادثات غير منظمة. لا يوجد تسلسل في المواضيع، ولا هدف محدد. قد تبدأ حديثًا عن السفر، ثم تنتقل إلى الطعام، ثم تنتهي دون أن تتعلم شيئًا محددًا. وهذا قد يكون غير مفيد إذا كنت تفضل التعلم المنظم.

النقطة الثالثة هي أن بعض الأشخاص يرتكبون أخطاء لغوية كثيرة. تتعلم من شخص لغته الأم الانجليزية، لكنه يكتب بسرعة أو بطريقة غير رسمية، مما يجعلك تشك أحيانا في صحة ما تقرأه. هذه مشكلة إذا كنت في مرحلة التأسيس.

أداة الترجمة مفيدة، لكن أحيانا تكون غير دقيقة. الترجمة الآلية تساعد في الفهم، لكنها ليست مرجعا موثوقا. اضطررت أحيانًا للعودة إلى قاموس خارجي لاتأكد من المعنى.

وأخيرا، استخدام التطبيق يعتمد كثيرًا على الوقت والالتزام. إذا لم تكن مستعدا للرد أو المتابعة، ستفقد التواصل. التطبيق لا يقدّم لك دروسًا تلقائية أو مهامًا جاهزة. هو منصة تواصل فقط.

هل هو فعال للمبتدئين؟

الإجابة تعتمد على نوع «المبتدئ ». إذا كنت لا تزال في مرحلة تعلم الحروف أو القواعد الأساسية، فربما ستجد صعوبة في التعامل مع تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الإنجليزية. لأنك ببساطة ستدخل في محادثة دون تحضير، ومع أشخاص لا يدرسونك، بل يتحدثون فقط.

لكن إذا كنت تعرف أساسيات الجمل، وتستطيع كتابة جملة بسيطة حتى لو مع أخطاء، فالتطبيق يبدأ يصبح مفيدًا. لأن كل ما تحتاجه هنا هو الشجاعة لتجربة ما تعرفه. لا يوجد تصحيح دائم، ولا تقييم درجات. كل ما يحدث هو أن تحاول، وتخطئ، وتتلقى ملاحظات.

من ناحية الاستماع، لا يعتبر التطبيق الأفضل. معظم المحادثات نصية، وبعضها صوتي، لكن لا يوجد مسار تدريبي للاستماع. لذلك، إذا كان هدفك هو تحسين الفهم  السمعي، فلن تجد هذا الجانب قويًا هنا.

أما في التحدّث، فالوضع مختلف. وجود خاصية التسجيل الصوتي، ووجود ردود فعل من الطرف الآخر، يعطيك شعورًا بأنك تتفاعل، وليس فقط تكرّر ما تسمعه. وهذا مهم جدًا في بناء الثقة بالنفس.

هل يمكن استخدامه بانتظام دون ملل؟

بشكل عام، نعم، لكن مع ملاحظة مهمة. التطبيق لا يقدم محتوى جديدًا كل يوم. لا يوجد تحديثات دراسية، ولا مهام يومية. هو يعتمد كليًا على نشاطك الشخصي،  وعلى الأشخاص الذين تتحدث معهم. إذا وجدت شريكًا نشيطًا، قد تصبح تجربة غنية. وإذا لم تجد، قد تشعر بأن التطبيق خالٍ.

ما يجعل الاستخدام اليومي ممكنًا هو تنوع المستخدمين. كل يوم هناك أشخاص جدد. وكل شخص لديه أسلوب مختلف، ولهجة مختلفة، وأحيانا طريقة مختلفة تمامًا في التعبير. هذا بحد ذاته تدريب لا يمكن تعويضه بدروس ثابتة.

لكن لتستفيد فعلًا من الاستخدام المتكرر، من الأفضل أن تضع خطة لنفسك. مثل أن تختار موضوعًا يوميًا، أو تسأل نفس السؤال لعدة أشخاص، أو تدون العبارات الجديدة التي تتعلمها. بدون هذا النوع من التنظيم، قد تتحول المحادثات إلى تكرار سطحي.

بعض المستخدمين يفضلون الكتابة فقط، وبعضهم لا يرد أبدا. لذلك ستحتاج إلى وقت للتجربة والتصفية حتى تصل إلى طريقة استخدام مناسبة لك.

خلاصة تجربتي

بعد أكثر من أسبوع من الاستخدام، أستطيع أن أقول إن تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الإنجليزية ليس تطبيقا تعليميا بالمعنى التقليدي. لكنه أداة قوية إذا كنت تعرف كيف تستخدمها.

هو لا يعلمك القواعد، ولا يقدم لك دروسا جاهزة. هو ببساطة مساحة للتواصل، تتعلم فيها من الخطأ، ومن الممارسة، ومن التكرار. هذا النوع من التعلم لا يناسب الجميع، لكنه فعّال جدًا في كسر حاجز الخوف من استخدام اللغة.

أنصح باستخدام التطبيق كمكمل لتعلمك، لا كبديل عنه. ابدأ به إذا شعرت أنك مستعد لتجريب ما تعلّمته. واستخدمه عندما تشعر بأنك تعرف ما يكفي لتبدأ الحديث، ولو بجملة واحدة.

إذا كنت تتعلم وحدك، فالتطبيق يعطيك فرصة حقيقية لتتفاعل مع بشر، لا مع تمارين مبرمجة. وهذا في حد ذاته يستحق التجربة.

 

 

download

Waleed Rami

مدرس متخصص في اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مراجعة تطبيقات تعلم اللغة الإنجليزية