افضل تطبيق للراغبين في تعلم اللغة الانجليزية ولمن يريد أن يؤسس نفسه في اللغة

هناك سؤال يتكرر دائمًا لدى من يبدأ تعلم الإنجليزية، «هل أحتاج إلى دورة؟ أم يكفي تطبيق واحد؟ ». السؤال منطقي، خصوصًا مع كثرة التطبيقات ووعودها المتشابهة.بعضها يدّعي أنه يغنيك عن أي وسيلة أخرى، وبعضها الآخر لا يقدم أكثر من تمارين قصيرة دون هدف واضح.

بالنسبة لي، لم أكن أبحث عن تطبيق معقد. أردت شيئا يشعرك أنك تتقدم فعليًا. شيء يمكنك استخدامه عشر دقائق في اليوم، لكن تخرج منه بفائدة ملموسة. لذلك قررت تجربة تطبيق تعلم اللغة الإنجليزية، لأرى إن كان يستحق الاعتماد عليه، خصوصًا للمبتدئين.

ما هو تطبيق تعلم اللغة الإنجليزية؟

تطبيق تعلم اللغة الإنجليزية يقدم واجهة واضحة تقسم المحتوى حسب المهارات، المفردات، العبارات اليومية، قواعد أساسية، محادثات،تمارين صوتية. لا يوجد تسجيل دخول إجباري. كل شيء متاح فور التحميل.

الواجهة الرئيسية تبدأ بخيارات مثل «تعلم الكلمات »، «تعلم الجمل»، «استمع وكرر »، «تدرب على المحادثة». هناك أيضًا قسم لاختبارات قصيرة، وخيار لاختيار لغتك الأم لتسهيل الترجمة. التطبيق يعمل بدون اتصال بالإنترنت إذا حمّلت المحتوى مسبقًا، وهذه نقطة مهمة للكثيرين.

لا يوجد مسار تدريجي واضح، بل تختار ما تريد تعلمه بناءً على تصنيف المحتوى.وهذا قد يكون ميزة لبعض المستخدمين، وعيبا للبعض الآخر حسب طريقة التعلم التي يفضلونها.

اللغة المعتمدة هي الانجليزية الأمريكية، مع تسجيلات صوتية متكررة للنطق الصحيح، وإمكانية الاستماع أكثر من مرة. كل جملة أو كلمة مرفقة بترجمة عربية، وأحيانًا بصوت بطيء لتسهيل الفهم.

ما أعجبني في تطبيق تعلم اللغة الإنجليزية

أول ما لاحظته هو أن التطبيق لا يحاول أن يكون شيئًا ليس عليه. لا يُظهر تصميما مفرطا ولا يقدم رسومات كثيرة تصرف الانتباه. هو ببساطة يُركّز على المحتوى. وهذا أعجبني.

ثانيا، المحتوى مقسّم بطريقة مناسبة جدًا للمبتدئين. الكلمات الأساسية تُعرض مع صورة ونطق. الجمل اليومية مأخوذة من مواقف واقعية، مثل المطار، الفندق، السوق، أو عند الطبيب. وهذا النوع من  المحتوى هو ما يحتاجه من يبدأ من الصفر.

أيضا، تكرار النطق مفيد جدًا. يمكنك سماع الكلمة أو الجملة أكثر من مرة، وهناك خيار لإبطاء الصوت، ما يساعد على ملاحظة التفاصيل الدقيقة في النطق. كثير من التطبيقات تتجاهل هذه النقطة.

التطبيق لا يضغط عليك بإنهاء وحدات معينة، وهذا يريح المستخدم. يمكنك تعلم 5 كلمات اليوم، أو 50 كلمة، حسب وقتك. لا تنبيهات مزعجة،  ولا طلبات للاشتراك الإجباري.

أكثر ما أعجبني فعلًا هو بناء الجمل بالتدريج. كل قسم يحتوي على كلمات، ثم جمل، ثم أسئلة بسيطة. وهذا تسلسل منطقي، يساعد في التعلّم بشكل طبيعي. لا تنتقل فجأة من المفردات إلى المحادثة. هناك تمرين صوتي بينهما، وهذا يحسن الفهم والاستيعاب.

وأخيرا، وجود الترجمة التلقائية مع كل جملة، وعدم الحاجة للضغط على زر إضافي لإظهارها، يجعل التجربة أسرع. أنت تتعلم دون أن تضيع وقتك في التنقل أو البحث عن المعنى.

ما لم يعجبني

رغم البساطة الواضحة والواجهة السلسة، هناك بعض النقاط التي شعرت بأنها ناقصة أو غير مدروسة بشكل كاف.

أول نقطة هي أن المحتوى لا يتجدد تلقائيًا. بعد فترة، تبدأ تلاحظ أنك ترى نفس الجمل والكلمات. والتطبيق لا يقدم مستويات متقدمة حقيقية، بل يتوقف عند ما يمكن اعتباره A2 أو بداية B1. وهذا يعني أنه مفيد في التأسيس، لكن لن يرافقك طويلًا إذا أردت التعمق.

ثانيا، غياب التفاعل. لا يوجد تصحيح فوري لما تقوله أو تكتبه. أنت تسمع وتكرر، لكن لا تعرف هل نطقك صحيح فعلا، أم أنك تُكرر خطأ دون أن تدري. هذا قد يكون مقبولًا في مرحلة التعلم الأولى، لكنه غير كافٍ مع الوقت.

أيضا، لا يوجد مسار دراسي واضح. التطبيق يقدّم أقسامًا فقط، لكنه لا يقول لك، «ابدأ هنا، ثم انتقل إلى هنا». بعض المستخدمين يحتاجون توجيهًا، جدولًا، حتى يشعروا بالتقدم. عدم وجود هذا الإحساس قد يؤدي إلى التشتت.

رابعًا، بعض العبارات لا تبدو حديثة أو متداولة بكثرة. شعرت أن بعضها مأخوذ من مصادر تعليمية قديمة. مثلًا، هناك جمل من نوع: «هل لديك قلم رصاص؟» أو «أين تقع محطة الحافلات؟ ». هي صحيحة لغويًا، لكنها أقل واقعية في الحياة اليومية الآن.

أخيرا، لا يوجد قسم لشرح القواعد. بعض الجمل تعرض دون توضيح للتركيب أو الزمن أو الضمائر. هذا قد يكون مقبولًا للمبتدئين، لكنه يصبح مزعجًا لاحقًا عندما تريد أن تفهم لماذا تستخدم هذه الكلمة لا تلك.

هل يمكن استخدامه بشكل يومي؟

نعم، ويمكنك فعل ذلك بدون أن تشعر بضغط أو ملل. التطبيق صُمم للاستخدام اليومي، لكنه لا يطلب منك ذلك بشكل مباشر. لا إشعارات مزعجة، ولا تنبيهات مفرطة لتذكيرك بالتعلم. أنت من يقرر متى وكم تتعلم.

كنت أستخدمه في بداية اليوم، احيانا لعشر دقائق فقط. أراجع خمس كلمات، أستمع لجملتين أو ثلاث، ثم أتوقف. في أيام أخرى، كنت أستخدمه قبل النوم، كنوع من المراجعة الهادئة. لم يكن هناك حاجة لتخطيط مسبق أو تركيز كامل.

بفضل إمكانية العمل دون إنترنت ( بعد تحميل المحتوى)، أصبح استخدامه أكثر مرونة. يمكن أن تستخدمه في وسائل النقل، أو أثناء الانتظار. لا تحتاج لبيئة دراسة خاصة.

لكن لكي تستفيد فعلا، من الأفضل أن تضع لنفسك هدفًا صغيرًا، مثل مراجعة 20 كلمة أسبوعيًا، أو إنهاء قسم المحادثة خلال أسبوعين. الاستخدام اليومي بدون هدف قد يؤدي إلى التكرار فقط، لا إلى التحسّن الحقيقي.

لمن هو مفيد؟ ومن قد لا يناسبه؟

مفيد جدًا للمبتدئين. سواء كنت تبدأ من الصفر، أو تعرف بعض الكلمات فقط. التطبيق يقدم محتوى بسيطًا وسهل الفهم، مع دعم صوتي وترجمة واضحة. لن تشعر بالإرهاق أو الحاجة إلى مهارات لغوية مسبقة.

أيضا، مناسب لمن لا يحب التطبيقات المعقدة. لا يوجد تسجيل، ولا حسابات. مجرد فتح التطبيق والتعلم فورًا.

لكن من الصعب القول إنه مناسب لكل المستويات. لو كنت في مستوى متوسط فعلاً، وتبحث عن تطوير مهارات المحادثة، أو فهم القواعد المتقدمة، ستجد أن التطبيق يكرر نفسه. لا يوجد محتوى كافٍ لدفعك إلى مستوى أعلى.

كذلك، لا يناسب من يريد تدريبا تفاعليا. لا توجد أنشطة نطق تقيّم آليًا، ولا تدريبات كتابة أو تصحيح تلقائي. هو تطبيق استماع وتكرار، لا أكثر. وإذا كنت تحتاج لمدرب رقمي يرشدك، فهذا التطبيق لا يفعل ذلك.

أخيرًا، لو كنت تفضل أسلوبًا دراسيًا منظمًا، بمراحل واضحة وتقدم ملموس، ستشعر أن التطبيق غير كافٍ وحده. لا يوجد تتبع دقيق للإنجازات، ولا تقسيم  لمستويات A1 أو A2 بشكل رسمي.

توصيتي

هل يُعتبر تطبيق تعلم اللغة الإنجليزية من أفضل التطبيقات للمبتدئين؟ نعم، في حدود معينة.

إنه يقدم محتوى بسيط، مفيد، ويساعد على التأسيس. لا يطلب منك التزامًا، ويمكن استخدامه في أي وقت. يناسب من يريد البدء دون تعقيد، ومن يحب أن يتعلم بالاستماع والتكرار.

لكن لا تتوقع منه أن يأخذك بعيدًا. بعد مستوى معين، ستحتاج أدوات أخرى، أكثر تقدمًا وتفاعلية. هذا التطبيق لا يعلمك كيف تكتب فقرة، ولا كيف تُدير محادثة طويلة.

أنصح به بشدة لمن لا يعرف من أين يبدأ. وأوصي باستخدامه كخطوة أولى، مع مراجعة دورية، وربما دمجه مع تطبيقات أو مصادر تعليمية أخرى لاحقًا.

 

 

 

download

Waleed Rami

مدرس متخصص في اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مراجعة تطبيقات تعلم اللغة الإنجليزية