افضل تطبيق للراغبين في تعلم اللغة الانجليزية ولمن يريد أن يؤسس نفسه في اللغة

علاقتي بالعبارات الجاهزة كانت دائمًا متوترة. لم أكرهها، لكنني لم أطمئن لها أيضا. كانت دائمًا تشبه المقاطع الموسيقية المكررة، تحفظها بسرعة، لكنك لا تعيشها. تنطقها كما هي، دون أن تمرّ بك.ومع أنني فضّلت دائمًا التعلّم من نصوص حيّة أو محادثات طبيعية، وجدتني أفتح هذا التطبيق بدافع مختلف. صديق يستعد للسفر، يسأل عن طريقة يقول بها “طاولة لشخصين من فضلك”. بدا سؤاله بسيطًا، لكن شيئًا فيه أيقظ فضولي القديم، هل يمكن لعبارة واحدة أن تُقال بطريقة لا تقتل اللغة؟ هل يمكن لتطبيق من هذا النوع أن يعلّمني كيف أسمع نفسي قبل أن أتكلم؟ قررت أن أجرّب،لا لأحفظ جملة، بل لأرى إن كان الصوت وحده يكفي.

تطبيق تعلم اللغة الإنجليزية؟

ما إن فتحت التطبيق حتى بدا لي وكأنه قاموس صوتي عملي. يضم مئات العبارات المصنفة حسب المواقف، من المطار إلى الفندق، ومن التحيات إلى حالات الطوارئ. كل عبارة تظهر مكتوبة، وترافقها نسخة صوتية من متحدث أصلي. وإذا أردت، يمكنك سماعها بسرعة طبيعية،أو إبطاء النطق عبر رمز السلحفاة، أو حتى تسجيل صوتك لمقارنتها. لا توجد دروس بالمعنى التقليدي، ولا تدريبات اختيار من متعدد، بل تركيز كامل على النطق والتكرار السمعي.

السؤال الذي راودني سريعًا، هل هذا كافٍ لبناء لغة حقيقية؟ ولماذا يختار التطبيق الاكتفاء بهذه البنية؟ هل يراهن على ان البساطة تضمن الاستمرارية؟ أو أنه موجه في الأساس لمن يريد التواصل بأقل جهد لغوي ممكن؟

ما الذي أعجبني في تطبيق تعلم اللغة الإنجليزية؟

التسجيل من صوتي ومقارنته بالأصل

أنا أتعلم بالنطق. وهذا ما يجعلني أقدّر التطبيقات التي تتيح لي سماع نفسي. بعد أن أضغط على الجملة، أستمع إليها، ثم أضغط على رمز التسجيل وأعيد قولها. ثم أستمع للتسجيل بجانب الصوت الأصلي. أحيانا ألاحظ الفارق فورًا. أحيانا لا. لكن مجرد وجود هذا الخيار حفّزني على التركيز.  شعرت أنني أراجع نطقي، حتى وإن لم يكن هناك تصحيح تلقائي أو ملاحظات.

تدرج العبارات من الأكثر تداولًا إلى التخصصي

رغم أن المحتوى محدود من حيث النوع، فقد لاحظت أن التطبيق لا يرمي بك مباشرة إلى جمل معقّدة. يبدأ بالأساسي جدًا: “شكرًا” ، “كيف حالك؟”، ثم ينتقل تدريجيًا إلى جمل أطول مثل “أين أقرب محطة مترو؟ ” وهذا التدرج يساعد من يبدأ من الصفر على عدم الشعور بالارتباك، خاصة إن كان يخطط لاستخدام اللغة أثناء السفر.

تنوع اللهجات: الأمريكية والبريطانية

أنا أفضّل الاستماع للهجة الأمريكية لأنها الأقرب إلى المحتوى الذي أتابعه. لكن وجود تسجيلات باللهجة البريطانية أضاف عمقًا للتجربة. التنويع في النطق ليس تفصيلًا صغيرًا، بل عنصر أساسي في بناء أذن لغوية حساسة. ولاحظت أن الفرق بين اللهجتين يظهر بشكل ناعم،دون تعقيد أو اصطلاحات مربكة.

العمل دون إنترنت: مرونة مطلقة

أنا أستخدم التطبيقات أحيانا في ظروف لا تسمح باتصال ثابت، سواء في المواصلات أو أثناء المشي. ولهذا وجدت في إمكانية التشغيل دون إنترنت نقطة قوة حقيقية. كل العبارات متاحة فورًا. لا تحميل لاحق. لا انتظار. وهذا ما جعلني أرجع إليه عدة مرات في مواقف لم أكن أخطط فيها للتعلم، فقط لاني وجدت الجملة أمامي، ونطقتها.

بساطة التنقل بين الجمل والتكرار البطيء

ميزة تكرار الجملة بصوت بطيء ليست اختراعًا جديدًا، ولكن طريقة تنفيذها هنا كانت فعالة. الزر واضح، والصوت يبقى طبيعيًا رغم البطء. ساعدني ذلك في تمييز النطق في كلمات مثل “vegetarian ” او”emergency” التي كنت دائمًا أخلط بين مقاطعها.

ما الذي لم يعجبني؟

غياب النصوص الطويلة أو الحوارات المتسلسلة

أحتاج دائمًا لما يُشبه “القصة الصغيرة” أو ” الحوار المتصل” لأنه يُساعدني على حفظ المفردات ضمن سياق. في هذا التطبيق، كل جملة تعيش وحدها. لا توجد روابط بين الجمل. لم أستطع تكوين مشهد كامل. كنت أنتقل من “أين أقرب مطعم ؟” إلى “هل لديك غرفة شاغرة؟” دون رابط. وهذا يقلل من فرصة التعلم العميق.

غياب السياق الثقافي أو المواقف الواقعية

لا توجد إشارات إلى ثقافة اللغة، ولا توضيحات عن اختلاف التفاعل بين دولة واخرى. لم أفهم إن كانت الجملة تناسب أمريكا أم بريطانيا أم كندا. هل يمكن قولها لأي نادل ؟ هل من الأفضل قولها بطريقة أخرى؟ افتقدت هذه الطبقة من التعلم، التي تجعلني لا أكرّر الكلمات فقط، بل أعي متى وكيف أستخدمها.

التركيز على الحفظ السطحي دون تنويع في الأساليب

التطبيق يكرر نفس النموذج، اسمع، كرر وسجل. وهذا ليس خطأ بحد ذاته، ولكنه لا يناسب من يحتاج إلى تنويع. لم أجد تدريبات تفاعلية، ولا أسئلة تقيس الفهم، ولا إمكانية لتشكيل جمل خاصة بي. كل شيء يأتي جاهزًا مما يجعله مفيدًا في لحظة معينة، لكنه لا يواكب تقدم المتعلم مع الوقت.

هل يناسب تطبيق تعلم اللغة الإنجليزية المتعلم الذاتي؟

أنا لا أبحث عن التكرار من أجل التكرار. أؤمن أن التعلّم لا يحدث إلا عندما أجد في المحتوى شيئًا يثير فضولي او يشعل تساؤلًا داخليًا. المشكلة أن هذا التطبيق يركز على الصوت فقط. لا يقدّم نصوصًا قابلة للتأمل. لا يُحفّز على التفكير أو حتى على طرح سؤال بسيط مثل، لماذا هذه الجملة تُقال بهذه الطريقة؟ اكتفيت بالسماع، لكنني لم أتعلم من الداخل.

في المقابل، وجود الصوت المتزامن مع النص، ولو بشكل محدود، شكل نقطة إيجابية. أستطيع على الأقل أن أرى الكلمة وأربطها بصوتها. هذا يتماشى مع إيماني بأن التعلم الحقيقي يحتاج إلى مدخلات متعددة،حتى لو كانت بسيطة.

من هو المتعلم الذي سيستفيد فعليًا من هذا التطبيق؟

إذا كنت تبدأ من الصفر، وتشعر بأنك لا تعرف كيف تقول “شكرًا” أو” كم السعر؟” فربما يكون هذا التطبيق بداية آمنة لك. لا يخيفك ولا يعقد الأمور. لا يطالبك بشيء. هو يقدّم لك ما تريد أن تقوله فقط.

لكن إذا كنت مثلي، قد تجاوزت مرحلة البداية وتبحث عن محتوى أصلي، فتكرار العبارات لن يكفيك. ستتوقف بعد أيام قليلة لأنك ببساطة لن تجد جديدًا. لن تجد قصة ولا نبرة، ولا تسلسلًا. هو تطبيق لمن يريد أن يسمع ويكرر”، وليس لمن يريد أن “يفهم ويبني”.

هل عوّض التطبيق غياب المعلم أو الشريك اللغوي؟

لا. لم يعوّض. ولم يدّعِ ذلك أصلًا. لا توجد أسئلة ولا يوجد تصحيح. لا حوار ولا مساحة للتجريب أو للخطأ. وهذا ما جعلني أشعر بأن التفاعل الوحيد الذي يحدث، يحدث بيني وبين التسجيل الصوتي. وعندما أخطئ في نطق كلمة، لا أحد يخبرني بذلك.

قد يكون مفيدًا إذا كنت تسافر، واحتجت إلى عبارة جاهزة. حينها، تشغيل الصوت الأصلي كافٍ. لكن في سياق التعلم الذاتي، أحتاج أكثر من ذلك. أحتاج من يُدخلني في اللغة،لا من يُملي عليّ عباراتها.

هل يستحق التجربة؟

يعتمد الجواب على ما تريده فعلا. إذا كنت تريد النطق الصحيح لعبارات السفر، جرّبه. وإذا كنت تريد تعلم لغة، فلن يكفيك. شخصيًا، أقدر أي تطبيق يعرف حدوده. وهذا التطبيق لا يخدعك بواجهات لامعة أو وعود كبيرة بل يعطيك ما عنده ببساطة، ودون أن يشرح كثيرًا.

وربما لهذا السبب، جذبني لفترة. لم أكن أبحث عن كل شيء. كنت فقط أبحث عن طريقة أتحقق بها من نطقي. وقد منحني هذه الفرصة.

خلاصة تجربتي مع تطبيق تعلم اللغة الإنجليزية

هو تطبيق لا يَعِد بالكثير، ولكنه يفي بالقليل بشكل جيد. يقدم محتوى جاهزًا، بسيطًا وخاليًا من الضوضاء، ويساعد على تحسين النطق من خلال التكرار والمقارنة. ولكنه لا يفتح لك أبواب اللغة ولا يمنحك إحساسًا بالتقدم العميق. يصلح للمبتدئين، ولمواقف محددة، وليس للمستويات المتوسطة أو المتقدمة.

أنصح من يبدأ رحلته اللغوية أن يجرّبه لاختبار نطقه أو لاكتساب بعض الثقة. أما من يبحث عن عمق وتدرّج ومحتوى أصلي، فلن يجد ضالّته هنا.

حمّل تطبيق تعلم اللغة الإنجليزية وجرّبه بنفسك. قد لا يكون الطريق الكامل، لكنه قد يكون بداية الطريق.

 

 

 

download

Waleed Rami

مدرس متخصص في اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مراجعة تطبيقات تعلم اللغة الإنجليزية