أبسط الطرق لتعلم اللغة الالمانية مع تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الألمانية

تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الألمانية

هل يمكن أن تتعلم الألمانية من خلال المحادثة فقط؟ سؤال ظل يراودني منذ فترة، خصوصًا بعد أن لاحظت أن كثيرًا من متعلمي اللغة يقضون ساعات في دراسة القواعد وحفظ الكلمات، لكنهم لا يتحدثون، لا يكتبون، لا يمارسون.فتبقى اللغة في رؤوسهم فقط، لا تخرج، لا تستخدم. وفي هذا السياق، صادفت تطبيقا اسمه تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الألمانية. عنوان مباشر، غير معقد، تمامًا كفكرته.

لم أكن أتوقع شيئا كبيرا. بل توقعت أن يكون مجرد غرفة دردشة. لكن مع الاستعمال، بدأت تتشكل تجربة مختلفة. التطبيق لا يُقدم دروسا، لا يرسل تنبيهات يومية،لا يقيم مستواك. لكنه يقدم شيئًا واحدًا، ببساطة ووضوح، محادثة مع ناطقين بالألمانية. وهذا، ربما، أهم مما كنت أظن.

ما هو تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الألمانية؟

تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الألمانية هو مساحة تواصل مباشر بين من يتعلم الألمانية، ومن يتحدثها بطلاقة. ليس مدرسة،ولا دورة إلكترونية، بل بيئة محادثة. بمجرد التسجيل، يمكنك البدء بالدردشة مع مستخدمين آخرين بعضهم ناطقون أصليون، وبعضهم مثلك تمامًا، يتعلمون.

التطبيق يُتيح لك اختيار اللغة التي تتحدثها، واللغة التي تتعلمها، ثم يعرض لك قائمة من الأشخاص المناسبين. يمكن بدء المحادثة مباشرة نصيًا أو صوتيًا. وقد لاحظت أن معظم المستخدمين راغبون فعلًا في التعلم أو المساعدة، وهذا ما جعل التطبيق أكثر من مجرد دردشة عشوائية.

هو تطبيق بسيط، لكن فيه فكرة ذكية، كل محادثة هي فرصة. لا يوجد منهج، لا يوجد اختبار، لا يوجد ضغط. أنت فقط تتحدث، وتتعلم من حديثك، ومن  أخطائك، ومن ردود الطرف الآخر.

ما أعجبني في تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الألمانية

أول ما لفت انتباهي هو الشعور بالواقعية. التطبيق لا يحاول محاكاة الواقع، هو الواقع. أنت تتحدث مع شخص حقيقي، في توقيت حقيقي، وبكلمات حقيقية. لا يوجد تصحيح آلي، ولا تقييم آلي، فقط رد فعل مباشر من شخص آخر.

النقطة الثانية، سهولة الاستخدام. الواجهة خفيفة، الوصول إلى المحادثات سهل، ويمكنك تحديد من تود التحدث إليه بناء على لغته أو جنسيته أو حتى اهتماماته. وهذا ما جعلني أبحث عن ناطقين بالألمانية ممن يهتمون بالتعليم أو بالسفر أو حتى بالموسيقى، فقط كي أجد نقطة انطلاق للمحادثة.

النقطة الثالثة، التطبيق يدعم تعدد الوسائط. يمكن إرسال رسائل نصية، تسجيلات صوتية، صور، أو حتى التحدث مباشرة في محادثة صوتية. وهذا مهم جدًا، لأنك كمبتدئ قد تبدأ بالكتابة، ثم تنتقل إلى التحدث عندما تشعر بالراحة.

وأخيرا، وجود أشخاص حقيقيين تتحدث معهم، يجعل اللغة أكثر قربًا. لم أعد أتعلم “اللغة الألمانية “، بل أستخدم الألمانية للتواصل مع شخص يعيش في مدينة ألمانية، أو يدرس في جامعة ألمانية. وهذا فرق كبير.

ما لم يعجبني

رغم بساطة الفكرة وفائدتها، إلا أن هناك نقاطا أضعفت التجربة أحيانًا. أولها أن بعض المستخدمين لا يردون. تبدأ محادثة، تكتب رسالة، تنتظر…  ولا أحد يجيب. وهذا قد يُحبطك، خصوصًا في البدايات.

أيضا، لا يوجد تصنيف واضح للمستوى. أحيانا تبدأ محادثة وتجد الطرف الآخر متقدم جدًا في اللغة، أو العكس تماما. وهذا قد يجعل التواصل صعبًا. تمنيت لو كان هناك فلتر لتحديد مستوى الشريك اللغوي، أو على الأقل إشارة توضح إن كان مبتدئًا أو متقدمًا.

كذلك، التطبيق لا يقدم محتوى تعليمي داعم. لا يوجد قاموس مدمج، لا يوجد شرح للقواعد، لا توجد اقتراحات للمفردات. وهذا ليس عيبًا حقيقيًا لأن التطبيق لم يعدك بهذا لكنه يجعل التجربة ناقصة إن كنت تعتمد عليه وحده.

هل المحادثة مع الناطقين بالألمانية كافية لتعلّم اللغة؟

سؤال مهم، وإجابته ليست “نعم” أو “لا “. نعم، المحادثة ضرورية جدًا. بل هي جزء أساسي لا غنى عنه. لكن لا، لا تكفي وحدها. يجب أن تتعلم المفردات، أن تقرأ، أن تسمع، أن تفهم. المحادثة تُكمل هذا كله، لكنها لا تُغنيه.

ما يُميّز تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الألمانية أنه يوفر هذا الجزء الحيّ من اللغة، الذي لا يمكنك تعلمه من الكتب. تعلّم كيف يقول الألمان الأشياء فعلًا،لا كيف تُكتب في القواميس. وهذا، في رأيي، من أقوى جوانب التطبيق.

كيف استفدت منه فعليًا؟

لم أبدأ المحادثات بشكل مباشر. بقيت أتصفح لفترة، أقرأ نبذات تعريفية، أختبر هل سيتفاعل معي الطرف الآخر أم لا. ثم بدأت بمحادثة بسيطة، مع شخص من برلين، كان يتحدث العربية قليلاً. وهذا ساعدني كثيرًا.

أول جملة كتبتها كانت:
Hallo, ich lerne Deutsch, können wir chatten?
وترجمتها: مرحبًا، أتعلم الألمانية، هل يمكننا الدردشة؟
كانت البداية باردة، لكنه أجاب. ومن هناك بدأت المحادثة. تحدثنا عن الدراسة، عن الفرق بين المدن الألمانية، عن اللغة. أحيانا كنت أستعين بترجمة محركات البحث، أحيانا أكتب بالعربية وهو يترجم.

ما حدث أنني وجدت نفسي أستخدم كلمات تعلمتها منذ أشهر ولم أستعملها أبدا. وجدت نفسي أخطئ، ثم أصحح نفسي. وجدت نفسي أستمع، لا فقط أكتب. وكل هذا من خلال حديث واحد.

هل التحدث مع الغرباء آمن؟

بشكل عام، نعم، لكن بشروط. التطبيق يحتوي على نظام إبلاغ في حال حدوث إساءة. ويمكنك حظر أي مستخدم بضغطة واحدة. لم أتعرض لموقف مزعج، لكنني لاحظت بعض الحسابات غير النشطة، وبعض المحادثات التي تبدأ بغرض غير تعليمي. وهذه طبيعة أي  تطبيق تواصلي مفتوح.

الحل؟ أن تكون حذرًا، أن تقرأ النبذة، أن تختار بعناية، وأن لا تتردد في إنهاء أي محادثة غير مريحة. التطبيق لا يفرض عليك شيئا. أنت من يختار متى وأين ومع من تتحدث.

هل يمكن الاعتماد عليه وحده لتعلم الألمانية؟

باختصار، لا. لكنه مكمل لا غنى عنه. يمكنك أن تقرأ القواعد في مكان آخر، وتحفظ المفردات من مصدر آخر، ثم تستخدم هذا التطبيق لتجرب كل ما تعلمته. لا يمكنك الاعتماد عليه لتعلم الأزمنة أو فهم البناء اللغوي، لكنه أفضل مكان لتدريب لسانك، وتعويد أذنك.

لذلك، لا أنصح بأن يكون المصدر الوحيد، لكن أنصح بشدة أن يكون جزءا من يومك، ولو لربع ساعة. التكرار يصنع الفارق، حتى لو كان الحديث قصيرًا.

متى يكون التطبيق مناسبًا؟ ولمن؟

إذا كنت في مستوى A2 أو B1 أي تعرف القليل من المفردات، وتفهم الجمل البسيطة فهذا الوقت المناسب لتبدأ باستخدام التطبيق. ستتعب قليلًا في البداية، وستفشل في بعض المحادثات، لكن مع الوقت ستجد تحسنًا حقيقيًا.

أما إن كنت مبتدئًا جدًا  فلا أظن أن هذا هو التطبيق المناسب كبداية. ستشعر بالإرباك، وقد تُحبط بسرعة. الأفضل أن تبدأ من مصدر تعليمي، ثم تنتقل إلى التطبيق بعد أن يكون لديك ما تقوله.

كذلك، إن كنت تعيش في بلد لا تجد فيه من تتحدث معه بالألمانية، فهذا التطبيق قد يكون فرصة لا تعوض.

في النهاية

تطبيق الدردشة والمحادثة في اللغة الألمانية لا يعدك بشيء خارق. لا يقول إنه سيجعلك متحدثا في شهر، ولا يبيع لك وعودًا زائفة. هو ببساطة تطبيق يتيح لك التحدث، والتعلم من التحدث، والتطور من خلال الخطأ والتجربة.

هل يستحق التثبيت؟ نعم. هل يستحق الاعتماد عليه وحده؟ لا. هل يمكن أن يغير مستواك إذا استخدمته بانتظام؟ بالتأكيد.

إذا كنت تبحث عن وسيلة تخرج بها اللغة من رأسك إلى لسانك، فهذا التطبيق قد يكون نقطة التحوّل.

 

 

 

download