تطبيق امتحانات اللغة الفرنسية و قواعد اللغة

تطبيق نماذج أمتحان للتدرب على امتحانات اللغة الفرنسية و قواعد اللغة

قبل أن أبدأ تجربتي مع امتحانات اللغة الفرنسية، كنت أبحث عن شيء بسيط. شيء يساعدني على تجاوز عقدة القواعد الفرنسية التي تتكرر في كل كتاب ولا تستقر في ذهني أبدًا.هل لاحظت كم من الوقت نضيعه ونحن نحاول فقط فهم ما هو مطلوب في هذه الامتحانات؟ ليس مجرد تعلم كلمات، بل فهم البنية، التعامل مع صيغة السؤال، وربما الأهم، السيطرة على القلق قبل الاختبار.

الواقع أن هناك عشرات التطبيقات المخصصة لتعلم اللغة الفرنسية، بعضها يعد بالسرعة، وبعضها يغريك بواجهة جميلة، وبعضها يركّز على المحادثة اليومية، لكن لا أحد منهم تقريبًا يهتم بجانب امتحانات اللغة الفرنسية نفسها، كيف تأتي الأسئلة؟ كيف تكرّر الأنماط؟ ماذا عن الأخطاء الشائعة؟ وكيف  يمكن الاستعداد بشكل واقعي؟

هذا التطبيق، على عكس ما توقعت، لا يدعي أنه يحل كل مشاكلك، لكنه يدخل مباشرة إلى قلب المشكلة، كيف تتدرّب فعليًا على امتحانات اللغة الفرنسية. هل هذا يكفي؟ وهل يستحق الثقة؟ سأحاول أن أقدم هنا مراجعة صريحة، دون تجميل، عن نقاط القوة، والثغرات، وما يمكن أن يساعدك فعليًا في تخطي المرحلة القادمة من تعلمك، أو في اجتياز أي امتحان قريب.

ما هو تطبيق امتحانات اللغة الفرنسية؟

التطبيق مخصص لتدريب المتعلمين على امتحانات اللغة الفرنسية من خلال نماذج جاهزة، وأسئلة تكرارية، وملاحظات لغوية وقواعد قصيرة، مما يجعل من تجربته أقرب إلى جلسة تدريب حقيقية على الامتحان بدلًا من مجرد تمرين لغوي عام. لا يهتم كثيرًا بالواجهات المبهرة أو الحواف الجمالية،وهو ما لاحظته من الدقائق الأولى لاستخدامي له، بل ينصبّ تركيزه على مجموعة واسعة من التمارين.

حين دخلت إلى التطبيق، لم أجد وعودًا كاذبة مثل “سوف تتحدث الفرنسية خلال شهر “، بل وجدت تقسيمات واضحة، قواعد، تصريف الأفعال، فهم المقروء، أسئلة من نمط اختيار من متعدد، وكلها تأتي بصيغ مألوفة لمَن جرب سابقًا التقدم لامتحان فرنسي رسمي. بدا وكأن شخصًا ما جمع أكثر الأنماط شيوعًا ووضعها هنا. هذا ليس بالشيء القليل.

من الناحية التقنية، التطبيق يعمل دون اتصال بالإنترنت، وهذا مفيد جدا حين لا تريد تشتيت نفسك بالإشعارات أو مواقع التواصل. لكن الأهم هو الشعور بأنك داخل اختبار حقيقي، بأسئلة تزداد صعوبة تدريجيا، وبتكرار واضح لأنماط قواعد اللغة الفرنسية الأساسية، من مثل أدوات التعريف، وأزمنة الماضي، واتفاق الصفات.

هل هو تطبيق تعليمي شامل؟ لا. لكنه تطبيق اختباري بامتياز، وهذا ما يميزه عن كثير من التطبيقات الأخرى التي تركّز فقط على الكلمات أو النطق أو المحادثة.

ما أعجبني في تطبيق امتحانات اللغة الفرنسية

أكثر ما أعجبني أن التطبيق لا يحاول التظاهر بأنه شيء آخر. لا توجد واجهة مزيفة توحي بأنك في دورة جامعية، ولا محادثات مصطنعة لا علاقة لها بمحتوى الامتحان، بل المحتوى مباشر، أسئلة، تمارين، وقواعد.

شخصيًا، لاحظت أنني بدأت ألاحظ تحسنا في فهم طبيعة الأسئلة التي غالبًا ما كنت أتعثر فيها. على سبيل المثال، تلك الأسئلة التي تطلب اختيار الفعل الصحيح في الزمن المناسب من بين خيارات متقاربة، كنت دائمًا أخطئ في تحديد زمن “passé composé ” مقابل “imparfait”. بعد حوالي 4 جلسات تدريبية، بدأ ذهني يلتقط الفروق الصغيرة. هذا ليس لأنني حفظت القاعدة، بل لأنني كررت نمط السؤال مرات كافية. وهذه إحدى مزايا التطبيق، التكرار الذكي لأنماط الامتحان.

كذلك، وجود تدرج في مستويات الصعوبة ساعدني على تجاوز الإحباط. لم أجبر على حل أسئلة مستوى B2 منذ اللحظة الأولى، بل استطعت أن أبدأ من أساسيات A1، وأصعد ببطء. هذا يُعطي شعورًا بأن هناك بنية واضحة خلف التطبيق، وأنك لست في دوامة من الأسئلة العشوائية.

أيضا، أحببت وجود قسم خاص بالقواعد، لكنه غير تقليدي، لا يقدم شرحًا طويلًا، بل يعرض قاعدة سريعة مرتبطة مباشرة بنمط السؤال. على سبيل المثال، بعد أن تخطئ في استخدام فعل “être” مع الأفعال الانعكاسية، يظهر لك تلميح صغير حول القاعدة. وهذا التلميح يظهر في اللحظة المناسبة. لا قبله، ولا بعده بكثير.

ما لم يعجبني

رغم أن التطبيق يركز على امتحانات اللغة الفرنسية، إلا أن هناك نقاط ضعف لا يمكن تجاهلها. أولا، التصميم العام للتطبيق يبدو قديمًا بعض الشيء. الألوان، توزيع الأزرار، طريقة التنقل بين الأقسام كلها تُذكّرك بتطبيقات الأندرويد من أوائل العقد الماضي. ربما هذا لا يهم البعض، لكن إن كنت مثلي ممن يهتم بالوضوح البصري، فستشعر أن الاستخدام اليومي قد يصبح أقل راحة مع الوقت.

ثانيا، هناك شيء من التكرار غير المحسوب في بعض التمارين. أحيانا تشعر بأنك تُعيد نفس السؤال بصيغة مختلفة، بدون أن تضيف مهارة جديدة لما تتعلمه. هذا جيد إذا كان الغرض هو الحفظ، لكنه يُضعف عنصر التحفيز،خاصة بعد الجلسة الخامسة أو السادسة. التعلّم بحاجة إلى تحفيز متجدد.

كذلك، لاحظت غياب التوجيه الصوتي تمامًا. لا يوجد دعم للنطق، ولا تمارين استماع، وهو ما يجعل التطبيق أداة أحادية الجانب تركز فقط على القراءة والكتابة. وهذا قد يكون كافيًا للبعض، لكنه لا يلبّي احتياجات المتعلّمين الذين يريدون تغطية مهارات اللغة الأربع.

وأخيرا، عدد الأسئلة في بعض الأقسام يبدو محدودًا. فبعد فترة قصيرة تبدأ بالتعرف على نمط السؤال، بل أحيانًا تتذكر الجواب فقط لأنك رأيته أمس. وهذا يطرح تساؤلًا، هل يمكن الاعتماد عليه وحده؟ أم يجب دمجه مع مصادر أخرى؟ لا أملك إجابة قاطعة، لكنني بدأت أبحث عن مكملات بعد الأسبوع الأول.

هل يكفي وحده للتحضير لامتحانات اللغة الفرنسية؟

هذا سؤال ظل يتكرر في ذهني طوال فترة استخدامي للتطبيق. كلما أنهيت مجموعة من التمارين، شعرت بأنني أقترب أكثر من فهم نمط امتحانات اللغة الفرنسية، لكني في الوقت نفسه بدأت ألاحظ الفراغات. ليس كل ما تحتاجه لاجتياز امتحان اللغة موجود هنا. فالتطبيق يركز بشكل واضح على الجانب القواعدي وأسئلة الاختيار من متعدد، ولكنه لا يتضمن مقاطع استماع، ولا يتضمن كتابة حرة أو تحليل نصوص.

بمعنى آخر، هو مناسب جدًا لمن يريد “تدريبًا قصيرًا ومنتظمًا ” على البنية الشكلية للامتحان، وليس لمن يبحث عن تطوير متكامل للغة. وهذا عادل. التطبيق لا يدّعي أكثر من ذلك. بل أقول إن أحد أسباب إعجابي به أنه لا يخدعك، بل يضعك في مواجهة مباشرة مع أنواع الأسئلة التي تتكرر في امتحانات DELF وTCF وغيرهما، وهذا بحد ذاته نقطة قوة.

لكن إن كنت تسعى للاعتماد عليه وحده، فسيكون ذلك غير كافٍ على الأرجح. ستحتاج إلى مصادر تكميلية لتطوير مهارات الاستماع والتحدث، وربما كذلك للكتابة الحرة والتعبير.

لمن يُناسب هذا التطبيق؟ ولماذا؟

يمكنني القول بثقة إن هذا التطبيق يُناسب فئة محددة من المتعلّمين، تحديدًا أولئك الذين:

  • يشعرون بأنهم فهموا القواعد “نظريًا ” لكن يخطئون في التطبيق،
  • يحضّرون لامتحان رسمي في اللغة الفرنسية ويريدون تكرارا سريعا لأنماط الأسئلة،
  • أو يبحثون عن مراجعة مكثّفة قبل موعد الامتحان بعدة أيام.

في المقابل، من كان في بداية الطريق، ولم يدرس حتى الآن الأزمنة الفرنسية، أو لم يكون قاعدة لغوية أساسية، فقد يجد صعوبة في المتابعة. لأن التطبيق لا يشرح، ولا يقدّم تمهيدًا، بل يضعك أمام السؤال مباشرة، وعليك أن تعرف مسبقًا على الأقل أساسيات “conjugaison” أو “accord des adjectifs “. وهذا ما لاحظته حين حاولت تجربة قسم مستوى B1، حيث وجدت نفسي أُخفق لأنني نسيت ببساطة قاعدة التصريف مع الفاعل غير الصريح.

كذلك، التطبيق مفيد للطلاب الذين يعيدون التحضير لاجتياز نفس المستوى أكثر من مرة. التكرار الذي يقدّمه، رغم بساطته، يمكن أن يساعد على ترسيخ الإجابات النموذجية في الذهن. وهو ما حصل معي في قسم الفعل الصحيح ” passé composé”، حيث كررتُ التمرين 4 مرات، وفي كل مرة كانت النتيجة أفضل.

ماذا تغيّر بعد الاستخدام المنتظم؟

بعد عشرة أيام من الاستخدام المنتظم، خصصت فيها 15–20 دقيقة يوميًا، لاحظت تغيرا فعليا في طريقتي في التعامل مع الأسئلة. في السابق، كنت أقف كثيرا عند السؤال، وأُعيد قراءته مرّتين أو ثلاثًا، أتردّد، أُفكر في القاعدة، ثم أختار الجواب.

الآن، بدأت أتعامل مع أنماط محددة كأنها مألوفة. على سبيل المثال، حين يظهر خيار “faire / faisaient / ferait “، أصبحت أعرف تلقائيًا ما يبحث عنه السؤال حسب السياق الزمني. هذا لا يعني أنني أتقنت اللغة، أبدًا، لكن يعني أنني بدأت أتعامل مع الامتحان بذكاء أكثر، وأقل توترًا.

وهذا بحد ذاته إنجاز مهم. لأن كثيرًا من متعلمي اللغة، وأنا منهم، لا يخفقون بسبب الجهل بالقواعد، بل بسبب التوتر، أو عدم الاعتياد على طريقة صياغة السؤال.

هل سأستمر باستخدامه؟

نعم، ولكن… ليس بشكل دائم، بل كأداة تدريب دورية. أي أنني لن أستخدمه لتعلم القواعد من الصفر، أو لحفظ المفردات، أو لتحسين النطق. بل سأعود إليه في كل مرة أريد فيها مراجعة شكل الامتحان أو اختبار مدى ثبات القواعد في ذهني.

سيكون جزءا من حقيبتي التدريبية، وليس الحقيبة كلّها. وربما هذا أهم ما يمكن قوله هنا، امتحانات اللغة الفرنسية ليس تطبيقًا شاملًا، لكنه دقيق في ما يقدّمه. وإذا كنت تعرف ما تحتاجه، سيمنحك هذا التطبيق تمامًا ما تبحث عنه. لا أكثر، ولا أقل.

 

 

download

Karim Mohsen

مدرس متخصص في اللغة الفرنسية، بالإضافة إلى مراجعة تطبيقات تعلم اللغة الفرنسية