تطبيق امتحانات اللغة الفرنسية و قواعد اللغة

تطبيق نماذج أمتحان للتدرب على امتحانات اللغة الفرنسية و قواعد اللغة

لطالما واجهت مشكلة مع اختبارات القواعد في اللغة الفرنسية. ليس لأنها صعبة بالضرورة، بل لأن أغلب التطبيقات التي جرّبتها من قبل كانت إما سطحية أكثر من اللازم أو معقدة بطريقة تقتل الرغبة في الاستمرار. أنا لا أحب الحفظ، ولا أستجيب جيدًا لتمارين مصطنعة لا تشبه الاستخدام الحقيقي للغة. لكنني مؤمن بأن مراجعة القواعد من وقت لآخر ضرورية، خاصة إذا كنت تريد أن تُفهم بشكل دقيق، أو أن تكتب بثقة.ومن هذا المنطلق قررت أن أجرّب تطبيق امتحانات اللغة الفرنسية، لأرى إن كان يقدم شيئًا مختلفًا عما اعتدت عليه.

في هذه المراجعة، سأشارك تجربتي كما هي، ماذا استفدت؟ ما الذي ساعدني فعلًا في تثبيت الفهم؟ وأين توقفت أو شعرت بأنني أكرر نفسي بلا جدوى؟ تجربتي مع التطبيق امتدت لعدة أيام متتالية ، لكن ما سأكتبه هنا ليس تسلسلًا زمنيًا، بل انعكاس صادق لما شعرت به وتعلمته أثناء الاستخدام.

ما هو تطبيق امتحانات اللغة الفرنسية؟

تطبيق امتحانات اللغة الفرنسية مصمم كمنصة تدريبية على شكل اختبارات قصيرة، تغطي قواعد اللغة الفرنسية من المستوى A1 وحتى B2. عدد التمارين ضخم جدًا مقارنة بتطبيقات مشابهة، أكثر من عشرة آلاف تمرين بصيغة الاختيار من متعدد، موزعة  على مستويات ومجالات مختلفة. المبدأ الأساسي بسيط، يعرض لك التطبيق سؤالًا واحدًا، ويطلب منك اختيار الإجابة الصحيحة. إذا أخطأت، يظهر لك التصحيح مباشرة. إذا أصبت، تنتقل للسؤال التالي.

لم أجد فيه أي عناصر رسومية مشتتة، ولا نظام مكافآت وهمية. وهذا، من وجهة نظري، نقطة تحسب له. هو لا يحاول أن يبهرك، بل يعرض نفسه كأداة وظيفية واضحة، تعلم من خلال التكرار، ولا تنتظر شيئًا خارقًا. هذا النوع من البساطة يناسبني جدًا عندما أريد التركيز فقط على مهارة واحدة، في هذه الحالة، القواعد.

ما الذي أعجبني في تطبيق امتحانات اللغة الفرنسية؟

تنوّع المستويات وشمولية التمارين

أول ما لاحظته هو أن التمارين ليست مكررة بشكل سطحي. في المستوى A1 مثلًا، لم تكن الأسئلة محصورة في ضمائر الملكية أو الحروف البسيطة فقط، بل شملت تفاصيل دقيقة مثل تطابق الصفات مع الأسماء، أو استخدام passé composé في جمل قصيرة. هذا منحني شعورًا بالعمق حتى في المستويات الأولى. في A2، بدأت الأسئلة تأخذ طابعًا أكثر تركيبًا، وأحيانًا شعرت أنني بحاجة لإعادة مراجعة النقاط النظرية. هذه الحاجة نفسها جعلتني أعود لاحقًا إلى مراجعي الخاصة، ما يعني أن التطبيق حفّزني للخروج من منطقة الراحة.

التكرار الهادئ

أنا عادة لا أحب التكرار. أشعر أحيانًا أنه يقتل المتعة. لكن في هذا التطبيق، كان التكرار جزءًا من التجربة دون أن يكون مزعجًا. لأن كل تمرين مستقل بذاته، لا توجد حلقات مغلقة تجبرك على إعادة نفس السؤال حتى تصيبه. بل هناك تدفق مستمر، وخطأك يُسجّل في لحظته وينتقل بك إلى السؤال التالي. وهذا سمح لي بأن أتعلم من الخطأ دون أن أشعر أن التطبيق “يعاقبني ” أو يحرجني بإعادة الاختبار مرارًا.

بساطة التصميم ووضوح الواجهة

أنا لا أبحث عن الإبهار البصري عندما أراجع القواعد، بل عن شيء يخدمني بوضوح دون أن يسرق انتباهي. واجهة هذا التطبيق تقوم بذلك بدقة. لا صور، لا فيديوهات، لا أي عنصر يُشتت. فقط سؤال وجواب. هذا النوع من البساطة قد يبدو فقيرًا ظاهريًا، لكنه في سياق القواعد الفرنسية يخدم الهدف بشكل مباشر. في كل مرة فتحت التطبيق، شعرت أنني أدخل إلى مكان أعرف ما أريده فيه، ولا أحتاج لأي توجيه إضافي. التركيز هنا ليس على شكل التجربة، بل على وظيفتها، وهذا يتماشى تمامًا مع أسلوبي في التعلّم، واضح، مباشر وبدون ضجيج.

الاستقلالية في التعلّم

أحد الأشياء التي جعلتني أرتاح للتطبيق هو أنه لم يحاول أن يتحكم بي. لم يُطلب مني حساب، ولم أُجبر على تسلسل دروس معين. دخلت مباشرة، بدأت من B1، ثم تراجعت بنفسي إلى A2 عندما لاحظت أنني نسيت قاعدة بسيطة. هذا النوع من الحرية نادر، ومع ذلك مهم جدًا. أنا لا أتعلم وفق جدول محدد، بل حسب الحاجة. وأقدر الأدوات التي تحترم هذا النوع من التعلم الذاتي. في تجربتي، كلما زاد تحكمي في إيقاع التعلم، كلما شعرت أنني أستفيد فعليًا.

إشارات واضحة عند الخطأ

ما أحببته فعلًا هو أن التطبيق لا يكتفي بوضع علامة خطأ أو صح، بل يعرض الإجابة الصحيحة فورًا، دون أن يعطيني شعورًا بالإحباط. في إحدى المرات، كنت متأكدًا  أنني أجبت صحيحًا، وفوجئت بأنني أخطأت في ترتيب الصفة بعد الاسم. التوضيح السريع ساعدني في تثبيت القاعدة بشكل فوري. لم أكن بحاجة لشرح نظري، فقط هذه اللحظة من التصحيح اللحظي كانت كافية.

ما الذي لم يعجبني؟

غياب السياق اللغوي

رغم العدد الكبير من التمارين، معظمها كان في شكل جمل قصيرة جدًا أو حتى غير مكتملة. لا يوجد سياق حواري، ولا جمل مأخوذة من مواقف حقيقية. وأنا بطبعي أتعلم أفضل عندما أرى اللغة ضمن سياق كامل. مثلا، جملة من نوع “Elle – allée au marché ” مفيدة نحويًا، لكنها لا تترك أثرًا طويل المدى مثل فقرة تصف مشهدًا حقيقيًا. شعرت أحيانًا أنني أحلّ ألغازًا نحوية أكثر من تعلم اللغة كما تُستخدم.

ضعف التوجيه للمبتدئين

في أول استخدام لي للتطبيق، لم أفهم إن كان من الأفضل أن أبدأ بـ A1 أو أتقدم مباشرة إلى B1. لا توجد مقدمة توجيهية، ولا اختبار تحديد مستوى، ولا حتى شرح لطريقة العمل. بالنسبة لي كمتعلم لديه خبرة، لم تكن هذه مشكلة كبيرة. لكنني أعتقد أن المبتدئ تمامًا قد يشعر بالضياع. التعلّم الذاتي لا يعني إلغاء التوجيه، بل تقديمه بطريقة مرنة.

نقص في التكرار التكيفي

رغم أن التطبيق يحتوي على كمٍّ كبير من التمارين، لم أشعر أنه يتكيف مع أخطائي. مثلًا، لو أخطأت في قاعدة معينة ثلاث مرات، لم يكن هناك نظام يعيد عرضها لاحقًا أو يشير إلى أنني أحتاج لمراجعتها. التعلّم الفعال في رأيي يحتاج إلى شكل من أشكال التكرار التكيفي، أن يلاحظ التطبيق نقاط ضعفك، ويعيدك إليها بدون أن تطلب ذلك.

تصميم بصري جامد

أعرف أنني أثنيت على بساطة الواجهة، لكن بعد فترة شعرت أن كل شيء متشابه. لا يوجد تمييز بصري بين التمارين، ولا تنوّع في طريقة عرض الأسئلة. أما الاستخدام الطويل يجعل التجربة متجانسة أكثر من اللازم. أنا لا أطلب صورًا أو أصواتًا، لكن حتى تغيير بسيط في تنسيق الجمل او ترتيب العناصر كان سيجعل التجربة أكثر حيوية.

غياب خاصية الحفظ أو التتبع

كنت أتمنى أن أجد خاصية تحفظ تقدمي، أو تسجل أي الوحدات أنهيتها، أو أين أخطأت سابقًا. في كل مرة أفتح التطبيق، أشعر أنني أبدأ من جديد. وهذا يعاكس فلسفة التعلم المستمر التي أعتمدها. لو أضافوا سجلًا بسيطًا يعرض لك أكثر القواعد التي أخطأت فيها، أو مستوى تقدمك، لكانت التجربة أكثر اكتمالًا.

هل يساعد فعلًا في تحسين مستوى القواعد؟

أنا لا أؤمن بأن القواعد وحدها تصنع متعلمًا جيدًا، لكنني أؤمن بأنها ضرورية في لحظات معينة. التطبيق لم يغير رأيي في هذا، لكنه أعاد تأكيده بطريقة عملية. في البداية استخدمت تمارين B1 وأنا متأكد أنني تجاوزت هذا المستوى، لكنني فوجئت بكم الأخطاء التي ارتكبتها. لم تكن أخطاء جوهرية، بل تفاصيل صغيرة وترتيب الصفات واستخدام بعض الأزمنة المركبة، أو الخلط بين الضمائر. هذه ليست أشياء أراجعها عادة، لكنها كانت تظهر هنا واحدة تلو الأخرى، وتجبرني على التوقف.

لاحظت بعد يومين من الاستخدام أنني صرت أنتبه أكثر لهذه التفاصيل حتى أثناء قراءتي لنصوص فرنسية حقيقية. وكأن التمارين حفّزت ذاكرتي النحوية. هذا الربط بين التمرين المجرد واللغة الحية، هو ما كنت أبحث عنه. لم يأتِ بسهولة، لكنه أتى مع التكرار.

لمن أنصح بهذا التطبيق؟

إذا كنت تتعلم الفرنسية ذاتيًا، ولا تحب الالتزام بمناهج جامدة، فقد تجد فيه أداة مفيدة لمراجعة القواعد بشكل مكثف. التطبيق مناسب لمن يفضلون الأسلوب التفاعلي السريع، ولديهم فكرة عامة عن اللغة. لا أظنه مناسبًا تمامًا للمبتدئ الذي لم يدرس الفرنسية من قبل، لأنه لا يشرح شيئًا،بل يفترض أنك على الأقل قرأت عن القاعدة مرة في حياتك.

هو أقرب ما يكون إلى كتاب تمارين رقمي، وليس دورة تدريبية. وأنا شخصيًا استخدمته بهذه الطريقة، فتحت التطبيق عندما شعرت أنني نسيت شيئًا، لا لأبدأ منه من الصفر.

ما هي بدائل أو مكملات التجربة؟

لا أعتقد أن هذا التطبيق يجب أن يكون أداتك الوحيدة. أنا مثلًا أستخدم معه بودكاست فرنسي أسبوعي، وأقرأ أحيانًا مقالات مبسطة أو قصص قصيرة. القواعد تتضح أكثر عندما ترى كيف تُستخدم فعليًا. فإذا اكتفيت بالتمارين فقط، قد تحفظ النمط دون أن تفهمه. اما إذا جمعت بين التطبيق والمحتوى الحقيقي، فستبدأ برؤية القواعد في الحياة اليومية للغة.

أنصح كذلك بأن تسجل أخطاءك في دفتر خارجي. أنا فعلت ذلك بعد كل جلسة، وبدأت ألاحظ نمطًا، أُخطئ أكثر في الأزمنة الماضية، وأخلط بين ترتيب الكلمات في الأسئلة. هذه الملاحظات ساعدتني في تحديد أولوياتي، وساعدتني على إعادة بناء القاعدة في ذهني، لا فقط اختيار الإجابة الصحيحة.

خلاصة تجربتي مع تمارين اللغة الفرنسية

لم أتوقع أن أستمتع بتطبيق خاص بالقواعد. في العادة، أجدها جافة، وتفقدني الصبر. لكن في هذه التجربة، كان هناك شيء مريح في بساطة الشكل ووضوح الهدف. لا شيء يُلهيك، ولا شيء يُرغِمك. أنت تختار ما تعمل عليه، وتتعلم من الخطأ دون خجل.

هل يساعدك على الوصول للطلاقة؟ لا. هل يُغنيك عن الاستماع أو التحدث؟ بالتأكيد لا. لكنه أداة جيدة لتثبيت المعرفة، وتذكيرك بما تعرفه نظريًا وتنساه في الممارسة. أنا سأحتفظ به على جوالي، لا كمنصة تعليم، بل كمنبّه لغوي أعود إليه عندما أشعر أن لغتي صارت مرتخية.

إذا كنت مثل حالتي، تؤمن بالتعلم الذاتي وتعرف أنك لا تحتاج دائمًا إلى دورة تدريبية كاملة، فهذا التطبيق قد يكون ما تبحث عنه.

 

 

download

Karim Mohsen

مدرس متخصص في اللغة الفرنسية، بالإضافة إلى مراجعة تطبيقات تعلم اللغة الفرنسية