تطبيق يحتوي علي كم هائل من العبارات و المفردات انجليزي عربي

ما زلت أؤمن أن المفردات هي العمود الفقري لأي لغة. لا يمكنني أن أفهم شيئًا أو أعبّر عنه إذا لم أمتلك الكلمات المناسبة. لكنّي تعبت من التطبيقات التي تقدّم كلمات مبعثرة بلا سياق أو تلك التي تملأ الشاشة بألوان وألعاب تشتيتية، ثم تتوقع أن أتعلّم.

من هنا جاء فضولي تجاه تطبيق العبارات و المفردات إنجليزي عربي.كنت أبحث عن شيء بسيط، مباشر، يتيح لي الاستماع إلى الإنجليزية الحقيقية واستخدامها في مواقف واقعية. لم أكن أبحث عن الحفظ، بل عن التعرّض المكثف لعبارات مفيدة ومتكررة.

ولأنني أستخدم منهجية الاستماع والقراءة المتزامنة في تعلمي، أردت أن أرى إن كان هذا التطبيق يمنحني مدخلات كافية من اللغة الحية. التجربة لم تكن مثالية ، لكنها بالتأكيد لم تكن سطحية أيضًا.

ما هو تطبيق العبارات و المفردات إنجليزي عربي؟

فكرته الأساسية واضحة جدًا، 100 درس يحتوي كل منها على مجموعة من العبارات الأساسية في مواقف حياتية. التنقّل فيه سهل، ولا توجد تعقيدات تقنية. فقط تختار الوحدة، تبدأ الاستماع وتتابع الترجمة.

لا يتطلب أي معرفة مسبقة. المستويات مرتبة، تبدأ من A1 وتصل إلى A2، أي مناسب جدًا للمبتدئين  ومن يريد استعادة لغته بعد انقطاع.

العبارات تغطي مواقف مثل الفندق، المطعم، التسوق، الطبيب، الحديث مع الناس… باختصار، كل ما قد يحتاجه شخص في رحلة او عند بداية الاستقرار في بلد يتحدث الإنجليزية.

لكن الذي لفتني فعلًا هو أن التطبيق لا يقدّم كلمات مفردة بل جملًا كاملة. هذا النوع من التعلم المتعدد السياقات هو ما أعتبره مفيدا بحق، لأنه يربط بين المفردات والاستخدام الواقعي منذ البداية.

ما الذي أعجبني

التركيز على الجمل لا الكلمات

أنا لا أحب الحفظ. أفضّل أن أسمع العبارات في سياقها الكامل، حتى أفهم متى تُستخدم وكيف. التطبيق يتبنى هذا النهج. لا يطلب مني أن أكرر كلمة منعزلة، بل يقدّم لي جملة إنجليزية واضحة مع ترجمتها، وأحيانًا إعادة بطيئة تسهّل الفهم.

هذا النوع من التعلم يدعمني أكثر من أي قائمة كلمات. ويجعلني أشعر أنني أسمع الإنجليزية كما تُستخدم، لا كما تختبر في الامتحانات.

البنية المنظمة للمواضيع

أحد الأمور التي أزعجتني دائمًا في تطبيقات المفردات هي العشوائية. تجد درسًا عن “المطبخ” يليه درس عن “السفر بالطائرة “، دون رابط. هنا الأمر مختلف.

كل مجموعة من العبارات تأتي ضمن سياق واحد: في البنك، في الفندق، مع الطبيب. وهذا ما يجعل استرجاع المعلومات أسهل. عقلي يربط العبارات بالموقف، لا بكلمة واحدة.

الصوت واضح ويمكن تحميله

الصوتيات في التطبيق مسجّلة بشكل جيد، والأداء طبيعي. لكن الأهم من ذلك، يمكنني تحميل المقاطع والاستماع إليها لاحقًا  بدون اتصال. استخدمت هذا الخيار أكثر مما توقعت.

في بعض الأيام، كنت أكرر درسًا كاملًا أكثر من مرة. مجرد الاستماع المتكرر في اللغة الإنجليزية جعلني ألتقط تفاصيل لم ألاحظها في المرة الأولى. وكنت أحيانًا أدون عبارات لفتتني لأعود إليها لاحقًا.

لا حاجة للتسجيل أو الإعلانات المزعجة

رغم أن هذا تفصيل صغير، إلا أنه يؤثر في تجربتي كثيرًا. دخلت التطبيق وبدأت التعلم فورًا، دون أن يُطلب مني فتح حساب أو مشاهدة إعلان. هذا يعطيني شعورًا أن هدفه تعليمي أولًا، لا تسويقي.

مناسب لمن بدأ للتو أو يعيد بناء لغته

إذا كنت قد نسيت معظم الإنجليزية التي تعلمتها في المدرسة، فهذا التطبيق يعطيك مدخلًا بسيطًا ومنظّمًا للعودة. لا يُربكك بالقواعد أو التفاصيل ، بل يبدأ مباشرة من اللغة الحيّة. هذه نقطة أقدّرها كثيرًا.

ما الذي لم يعجبني في تطبيق العبارات و المفردات إنجليزي عربي؟

غياب التفاعل الحقيقي

رغم أنني أحببت بساطة التطبيق، إلا أن التفاعل فيه محدود جدًا. كل ما أفعله هو الاستماع وقراءة الترجمة. لا توجد وسيلة لأُعيد صياغة الجملة، أو أستخدمها في حوار، أو أُجري اختبارًا حقيقيًا لتثبيت الفهم.

في تجربتي، هذا النوع من التفاعل ضروري لتثبيت العبارات في الذاكرة العاملة. التكرار وحده ليس كافيًا. كنت أحتاج أحيانا إلى فرصة لتجريب الجملة بصوتي أو ضمن موقف افتراضي.

لا مزامنة بين الصوت والنص

واحدة من أكبر العقبات التي واجهتها هي غياب المزامنة اللحظية بين الصوت والنص. أنا أستخدم أسلوب الاستماع والقراءة المتزامنة، وأعتمد عليه بشدة. لكن هنا، كنت أضطر أن أقرأ الترجمة منفصلة عن الصوت، أو أعيد المقطع يدويًا أكثر من مرة لألحق بالفهم.

كان من الممكن أن يكون التطبيق أكثر فاعلية لو أظهر كل كلمة أو عبارة لحظة نطقها.

الترجمة أحيانًا جامدة

لاحظت أن بعض الترجمات تبدو آلية، أو حرفية أكثر من اللازم. في مواقف معينة، كانت الترجمة العربية تُفسد السياق بدل أن تُوضحه. شعرت أحيانًا أنني مضطر لتجاهل الترجمة و التركيز على المعنى الذي ألتقطه من الإنجليزية.

هذا ليس عيبًا قاتلًا، لكنه يضعف من تجربة المبتدئ الذي يعتمد كثيرًا على الترجمة في فهم المعنى. ربما يحتاج التطبيق إلى مراجعة لغوية بشرية للعبارات الأكثر تكرارًا.

لا طريقة لتخصيص المحتوى

أنا أحب أن أتحكم فيما أتعلم. أحيانًا أرغب في مراجعة مجموعة محددة من الدروس أو تجميع العبارات التي لفتتني. لكن هذا التطبيق لا يسمح بأي تخصيص.

كل شيء يأتي في شكل خطي. إمّا أن تتبع الترتيب، أو تتنقّل عشوائيًا. لا توجد ميزة لحفظ المفضلات، أو إضافة ملاحظات، أو حتى معرفة ما أنجزته سابقًا. شعرت أنني أستخدم أداة، لا شريك تعلّم.

التجربة البصرية باهتة جدًا

أعرف أن الجماليات ليست أهم شيء، لكن واجهة التطبيق بدت لي أشبه بموقع تعليمي من أوائل الألفينات. لا توجد صور، ولا مؤشرات تقدم، ولا تصميم يساعدني على التذكر.

كان من المفيد مثلًا أن ترفق العبارات بصور رمزية بسيطة، أو أن يظهر مؤشر صوتي يتحرك مع الجملة، أو حتى أن يكون هناك لون يميّز الجملة الحالية عن السابقة.

هذه التفاصيل لا تهمني بحد ذاتها، لكنّها تساهم كثيرًا في تسهيل التعلم، خاصة إذا استخدم التطبيق طفل أو متعلم بصري.

تقييمي النهائي لتطبيق العبارات و المفردات إنجليزي عربي

بعد كل هذا، هل أوصي بالتطبيق؟ الجواب يعتمد على ما تبحث عنه.

إذا كنت مبتدئًا وتريد محتوى بسيطًا ومنظّمًا، بدون ضوضاء، فهذا خيار جيّد كبداية. العبارات واقعية، الترجمة متوفّرة، والصوت واضح.

لكن إذا كنت تبحث عن بيئة غنية بالتفاعل أو تملك خبرة مسبقة وتريد دفع لغتك للأمام، فربما تجد نفسك محدودًا هنا. لا توجد مستويات متقدمة، ولا حرية في اختيار المحتوى، ولا مزامنة دقيقة تدعم التعلم السمعي البصري بعمق.

أنا شخصيًا استفدت منه كمصدر إضافي. استخدمته للاستماع المتكرر، لتثبيت بعض العبارات اليومية. لكنه لم يكن تطبيقي الأساسي.

لمن أنصح باستخدامه؟

في رأيي، هذا التطبيق يخدم شريحة محددة من المتعلمين بوضوح. من استفاد منه فعلًا هم أولئك الذين يبحثون عن تعلّم مباشر دون تعقيد:

المسافرون مثلا، ممن يحتاجون لعبارات جاهزة في مواقف الحياة اليومية، أو المبتدئون الذين لا يشعرون بالراحة أمام القواعد والحوارات السريعة. كذلك يناسب من لا يرغب في التسجيل او الالتزام المسبق، بل يريد أن يبدأ فورًا ويفهم شيئًا عمليًا. لكن إن كنت قد استخدمت تطبيقات أكثر تقدمًا، أو لديك أسلوبك الخاص في التعلم الذاتي، فستلاحظ حتمًا أن هذا التطبيق لا يكفيك وحده، بل يحتاج إلى أدوات مكمّلة تدفع تجربتك لمستوى أعمق.

خلاصة رأيي

لا تترك نفسك في وضع الاستقبال السلبي. حتى لو لم يطلب التطبيق منك أن تتفاعل، حاول أن تردّد الجمل، أن تكتبها  وأن تتخيل استخدامها في حوار واقعي. وهذا ما جعل تجربتي معه أكثر نفعًا رغم محدودياته.

تطبيق العبارات و المفردات إنجليزي عربي لا يعدك بالطلاقة، ولا يقدّم حيلًا تعليمية. لكنه يوفر قاعدة بسيطة وسهلة للدخول إلى عالم اللغة. وإذا كنت تعرف كيف تدير تعلمك، فبإمكانك أن تستفيد منه كثيرًا، دون أن تقع في فخ الاعتماد الكامل عليه.

 

 

 

download

Waleed Rami

مدرس متخصص في اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مراجعة تطبيقات تعلم اللغة الإنجليزية