كتاب تعلم اللغة الفرنسية المبسطة كورس تأسيسي هام

لا أُؤمن بالكتب التي تعدك بإتقان لغة كاملة “بدون معلّم” ولكنني أؤمن بأن بعض الكتب تفعل ما لا تفعله التطبيقات، تمنحك الهيكل العام للغة، وتضعك أمام كلمات يمكنك أن تبدأ بها دون مقدمات.كتاب تعلم اللغة الفرنسية المبسطة لم يكن استثناءً. بل كان من النوع الذي لا يدّعي أكثر مما يقدم، ولا يحمّلك أكثر مما تحتمل.

فتحته كأي متعلم في بداية الطريق، لا أنتظر معجزة، بل أبحث عن مدخل. مدخل بسيط ومباشر يشرح لي الكلمات، ويساعدني على النطق، دون أن أغرق في القواعد، ودون أن أتوه في تعقيدات لا يحتاجها المسافر أو المبتدئ. وهنا تحديدًا كان لهذا الكتاب دور مهم في تجربتي.

كتاب تعلم اللغة الفرنسية المبسطة

الكتاب أقرب إلى قاموس عملي مخصّص للمواقف اليومية، وليس منهجًا تدريسيًا تقليديًا. يحتوي على كلمات وجمل فرنسية شائعة ومكتوبة بالعربية والفرنسية، مع طريقة النطق مبسّطة بالحروف العربية.

يقسّم المحتوى حسب المواضيع الحياتية، من الضمائر إلى الألوان، مرورًا بالمواصلات والعائلة، والمطعم مع المطار، وحتى زيارة الطبيب. كل صفحة تعطيك كلمات أو عبارات تحتاجها في موقف واضح، دون شروحات نظرية،ودون حاجة لتفسير إضافي.

ما يميّز هذا النوع من الكتب أنه لا يتطلب منك معرفة سابقة. يكفي أن تكون قادرًا على قراءة العربية، حتى تبدأ باستخدام اللغة الفرنسية بشكل عملي.

ما الذي أعجبني في كتاب تعلم اللغة الفرنسية المبسطة؟

النطق المكتوب بالحروف العربية

نطق الكلمات الفرنسية يربك المتعلم العربي غالبًا. الحروف تُكتب بشكل ولا تنطق كما تتوقع. ولكن هذا الكتاب يساعدك على تجاوز هذه العقبة بسرعة، لأنه يكتب لك النطق بصيغة عربية سهلة، مثل “أنفورماسيون” أو”كومبيان”.

وهذا يجعل الكلمة مألوفة منذ أول قراءة، حتى إن لم تسمعها من متحدث فرنسي من قبل.

تصنيف المحتوى حسب المواقف

الكتاب لا يطلب منك أن تتعلّم اللغة بالترتيب. بل يأخذك مباشرة إلى الجمل التي ستحتاجها، كيف تطلب الطعام  وتسأل عن الاتجاهات، وكيف تحجز تذكرة وتجري محادثة صغيرة.

هذا الترتيب العملي يُساعد على الحفظ والتذكّر، لأنك ترى الكلمة في سياق واقعي، لا في فراغ نظري.

بساطة العرض وخلوّه من التعقيد

لا توجد جداول وشروحات مطولة. فقط كلمات، مقابلها النطق، ثم الترجمة. كل شيء على صفحة واحدة، وبخط واضح. هذا النمط البصري يُناسب المبتدئ الذي يريد البدء فورًا دون أن يشعر بأنه في قاعة دراسة.

التدرّج من الكلمة إلى العبارة

تبدأ أغلب الصفحات بكلمات مفردة، ثم تنتهي بعبارات تركّب من تلك الكلمات نفسها. مثل أن تتعلم كلمة “مطار” و “أين يقع المطار؟”، ثم إلى “أود حجز تذكرة “. هذا التدرّج البسيط يبني لديك الإحساس ببنية الجملة دون أن يخبرك بذلك نظريًا.

ما الذي لم يعجبني؟

غياب الصوت أو أي دعم سمعي

رغم أن النطق بالحروف العربية مفيد، إلا أنه لا يغني عن السماع الحقيقي. لا يوجد تسجيلات صوتية أو رموز نطق معتمدة عالميًا،وهذا قد يجعل بعض الكلمات تنطق بطريقة غير دقيقة.

في المراحل المتقدمة، ستحتاج بالتأكيد إلى مصدر صوتي لتطوير مهارة السمع والنطق الصحيح.

الترجمة أحيانًا حرفية جدًا

بعض الجمل ترجمت بشكل مباشر من الفرنسية إلى العربية، مما أفقدها بعض المعنى أو جعلها تبدو غريبة على المتعلم العربي. على سبيل المثال، جملة “أين موقف سيارات الأجرة؟”ترجمت بطريقة تبدو رسمية أكثر من اللازم، وقد لا تستخدم في الحياة اليومية بهذا الشكل.

كان من الأفضل اختيار تعبيرات أكثر طبيعية، تُشبه الطريقة التي يتحدث بها الناس فعلًا.

تنوّع المواضيع دون توجيه أو مستوى

الكتاب لا يحدّد مستوى القارئ، ولا يشير إلى نقطة بداية مقترحة. تجد في البداية الضمائر وبعدها مباشرة محادثة عن الصيدلية وبعدها أفعال مركبة. هذا القفز يُربك المبتدئ أحيانًا، لأنه لا يعرف من أين يبدأ، أو كيف يتدرج.

كان من المفيد لو وُضعت إشارة إلى “المستوى المناسب” لكل وحدة.

لا توجد تمارين أو أسئلة

الكتاب يقدّم لك المادة، ولكنه لا يُتيح لك اختبار ما تعلّمته. لا توجد تمارين، ولا أسئلة بسيطة للتأكد من الفهم، ولا حتى مراجعة عامة بعد كل فصل.

وهذا يجعل المحتوى مفيدًا للحفظ أو التكرار، لكنه لا يشجّع على الإنتاج أو التفاعل.

لمن يناسب هذا الكتاب؟

هذا الكتاب لا يقدَّم للطالب الأكاديمي، ولا يوجَّه لمن يستعد لاجتياز امتحان رسمي مثل DELF أو TCF. بل هو أقرب لمن يجد نفسه في بيئة ناطقة بالفرنسية ويحتاج إلى كلمات فورية يستخدمها في مواقف حياتية. مناسب للمبتدئين تمامًا، لمن لا يعرف كيف يبدأ، او لمن يشعر أن اللغة الفرنسية بعيدة ومعقّدة.

هو مفيد لمن يحبّ أن يحفظ الجملة كما هي، لا أن يحلّلها. لمن يرى أن تعلم اللغة لا يجب أن يبدأ بالقواعد، بل بالكلام الذي يقال في الحياة.

كذلك، يمكن أن يكون مرجعًا صغيرًا لمن يسافر، أو ينتقل إلى بلد يتحدث الفرنسية، ولا يملك وقتًا لدورات منظمة أو تطبيقات متقدمة. المحتوى بسيط بما يكفي ليُحفظ في ساعة، ومركّز بما يكفي ليُستخدم خلال يوم.

كيف ساعدني هذا الكتاب في التعامل مع اللغة الفرنسية؟

لن أقول إنه غيّر مستواي، ولا أنه جعلني أتكلم بطلاقة. لكنه أعطاني طريقة للبدء. طريقة آمنة، واضحة، لا تتطلب شرحًا ولا اتصالًا بالإنترنت ولا معرفة مسبقة.

حين قرأت العبارات الخاصة بالمطعم والمطار، شعرت أنني أمتلك على الأقل أدوات لتجاوز لحظة الصمت المحرجة. الكلمات لم تكن مثالية، وربما لم أنطقها جيدًا، لكن الطرف الآخر فهمني. وهذا ما كنت أحتاج إليه في تلك المرحلة، أن أقول ما أريد، وأن يفهم كلامي.

المحتوى لم يكن عميقًا ولا كافيًا. الكلمات كانت مألوفة، والجمل قصيرة والعبارات محفوظة. شعرت كأنني أفتح قاموسًا حيًا، لا كتاب قواعد جاف.

رأيي في كتاب تعلم اللغة الفرنسية المبسطة

الكتاب لا يقدّم لك اللغة الفرنسية، لكنه يقربك منها. لا يمنحك الشرح الكامل، ولكنه يعطيك أدوات أولية تُستخدم مباشرة. لا يُبدّل مستواك، لكنه يمنعك من التوقف عند العتبة الأولى.

هو كتاب صغير مكتوب بلغة يفهمها الجميع. ليس فيه مبالغة أو غموض ولا تنظير. فقط جُمل مكتوبة، قابلة للاستخدام، مدعومة بنطق مبسّط كافي لتجاوز الخوف الأول من اللغة الفرنسية.

أنصح به؟ نعم، إذا كنت تبدأ أو لا تملك وقتًا، وإذا كنت تنتظر شيئًا عمليًا يفتح لك الباب، لا أن يشرح لك كل شيء دفعة واحدة.

لكنه لا يكفي وحده. ولن ينقلك إلى مستوى أعلى. هو مجرد بداية. بداية واقعية، بسيطة، يمكن البناء عليها إذا أردت أن تتعلّم اللغة بجدية.

 

 

 

download

Karim Mohsen

مدرس متخصص في اللغة الفرنسية، بالإضافة إلى مراجعة تطبيقات تعلم اللغة الفرنسية