تطبيق شرح قواعد اللغة الإنجليزية من الصفر بالعربية هام جداً وتأسيسي

لم أكن أبحث عن تطبيق جديد لتعلم قواعد اللغة الإنجليزية، لكن فضولي المهني جعلني أفتح هذا التطبيق دون توقعات كبيرة.وجدت نفسي بعد دقائق أراجع بعض القواعد البسيطة التي ظننت أنني تجاوزتها منذ زمن، لكن بصيغة مصورة وبشرح عربي مباشر جعلني أعيد التفكير في طريقة تعليمي السابقة.
كمتعلّم ذاتي، أتعامل عادةً مع أدوات متقدمة ومحتوى أصلي، لكن هذا التطبيق جذبني بسبب بساطته أولًا، وبسبب فكرته التي تستهدف من يريد أن يبدأ من الصفر دون معلم. هذه الفئة بالذات هي الاصعب في إرضائها، لأنها تبحث عن الوضوح، لا العمق،وعن التدرج لا التكديس. وكان علي أن أختبر، هل يقدم التطبيق تجربة تعليمية فعلية، أم يكتفي بالتجميل؟
تطبيق قواعد اللغة الإنجليزية؟
هو تطبيق يشرح قواعد اللغة الإنجليزية باللغة العربية دون اتصال بالإنترنت، وموجه للمبتدئين في جميع المراحل التعليمية. يحتوي على قسمين رئيسيين، قسم القواعد الأساسية المشروحة بطريقة مبسطة ومصورة،وقسم متقدم يركز على التراكيب المعقدة والاختبارات. لكن ما يميزه فعلًا هو كونه لا يطلب من المستخدم أن يعرف أي شيء مسبقًا. من أول واجهة، يقدّم مقدمة مختصرة، ثم ينتقل إلى المضارع البسيط، وكأنك فتحت كُتيّب قواعد مدرسي، لكن دون ضغط الامتحان أو التوقيت. لا يوجد نظام عضويات أو تسجيل دخول ولا خوارزمية تُلحّ عليك بالدروس اليومية، وهذا بحد ذاته كان مريحًا.
ما الذي أعجبني في تطبيق قواعد اللغة الإنجليزية؟
الشرح باللغة العربية دون تعقيد
أحببت أن الشرح مكتوب بلغة عربية بسيطة، دون مصطلحات لغوية تشتت المتعلم. لا توجد محاولة لفرض مصطلحات إنجليزية متقدمة ولا اختصارات غير مفسّرة. حتى حين يتحدث التطبيق عن الأزمنة المعقدة مثل المضارع التام المستمر، يحرص على أن يشرحها تدريجيًا، وبأمثلة يمكن أن يرتبط بها المتعلم.
التدرج الطبيعي في عرض المحتوى
ما لاحظته مبكرًا هو أن التطبيق لا يقفز بين المواضيع. يبدأ بالمضارع البسيط، ثم ينتقل إلى المضارع التام، وبعدها إلى المستقبل. لم أشعر أن هناك استعجالا أو ضغطًا للانتقال. هناك منطق واضح في الترتيب، وهو أمر أفتقده في كثير من التطبيقات الحديثة التي تدمج القواعد ببعضها دون مقدمة.
البنية الصامتة: لا تشتيت، لا واجهة مزدحمة
واجهات التطبيق قديمة بصريًا ولكنها مريحة ذهنيًا. لا يوجد تشتت بصري، ولا ألوان زاهية تطغى على النص. المحتوى في قلب الشاشة، والصورة المرافقة واضحة بما يكفي لتوضيح القاعدة. هذا الصمت البصري هو ما أبحث عنه أحيانًا، حين أريد أن أركّز.
قسم الاختبارات المفاجئ
تفاجأت بوجود اختبارات تويفل مضمّنة في التطبيق. لم أكن أتوقعها، خاصة في تطبيق يبدو موجهًا للمبتدئين. لكنها موجودة، مصاغة بأسئلة دقيقة على القواعد. لا توجد درجات او تقييمات، فقط اختبار مباشر. وهذا يناسب من يريد أن يختبر فهمه دون الدخول في أنظمة تتبع وتقييم.
الاستغناء الكامل عن الاتصال بالإنترنت
رغم أنني أفضّل التطبيقات التي تعتمد على المحتوى الصوتي والنصي المتزامن، أعجبتني فكرة أن هذا التطبيق يعمل بالكامل دون نت. من يسافر كثيرًا أو يعيش في مناطق بشبكة ضعيفة، سيقدّر هذه الخاصية. شعرت أنني أستطيع أن أراجع القواعد في أي لحظة، دون أن أفكر في الاتصال.
ما الذي لم يعجبني؟
غياب الصوت والنطق
أحد أبرز ما أفتقده هنا هو عدم وجود صوت يرافق الجمل أو الأمثلة. بالنسبة لي، لا قيمة لأي تطبيق قواعد إن لم يربط بين النطق والكتابة. التعلّم البصري وحده لا يكفي. كنت أتمنى أن أسمع نطق الأمثلة،خصوصًا أن التطبيق يحتوي على جمل واضحة وسهلة النطق. هذا الغياب جعل التجربة مقطوعة بالنسبة لي.
ضعف الجانب التفاعلي
لم أجد أي تمارين تفاعلية بالمعنى الحقيقي. لا توجد طريقة للكتابة أو التمرّن أو حتى اختيار الإجابة من بين خيارات. فقط عرض للمعلومة، وربما اختبار بسيط لاحقًا. هذا يجعل التجربة أحادية الاتجاه، وكأنك تقرأ كُتيّبًا إلكترونيًا، لا تستخدم تطبيقًا.
تصميم الواجهة تقنيًا قديم
من الناحية التقنية، التصميم قديم جدًا. الخط المستخدم لا يساعد دائمًا في القراءة الطويلة، وبعض القوائم لا تعمل بسلاسة. شعرت أكثر من مرة أن التطبيق لم يخضع لاختبار استخدام حقيقي من طرف المتعلمين. صحيح أنه يؤدي الغرض، لكن لا يمكن تجاهل أنه بحاجة إلى تحديث من حيث الشكل.
فوضى في تنظيم القواعد المتقدمة
عندما انتقلت إلى القسم المتقدم، شعرت بأن التنظيم انهار قليلًا. لم يعد هناك نفس الترتيب التدريجي. فجأة أجد قواعد مثل “الظرف” بجانب “المبني للمجهول ” دون رابط واضح. هذا يربك المتعلم الذي يعتمد على التطبيق كمصدر وحيد.
هل يساعد هذا التطبيق في فهم قواعد اللغة الإنجليزية فعلًا؟
في تجربتي، التطبيق يصلح كبداية عملية جدًا. لا يقدم لك فهمًا عميقًا لتراكيب اللغة، لكنه يزيل الرهبة الأولى التي يشعر بها كثير من المبتدئين عند مواجهة جمل مثل “I have been working” أو “He will have arrived ”. رأيت أن طريقته تشبه ملاحظاتي الأولى عندما بدأت تعلم قواعد العربية في طفولتي: فكرة الصورة + الجملة + المعنى العام. هو لا يعلمك تحليل الجملة، بل يجعلك تفهم معناها دون أن تشعر. ولكن هنا يكمن التحدي أيضًا. هذا النوع من التعليم يعزز الفهم العام، لكنه لا يُكسبك دقة الاستخدام. وعندما تصل لمستوى متقدم، قد تبدأ بالشعور أن التطبيق لم يعد يقدم لك ما تحتاجه.
أين ينجح وأين يتوقف؟
التطبيق ينجح في تقديم الخلاصة. كل درس يختصر قاعدة واحدة أو زمنًا واحدًا بشكل مباشر، لا يوجد حشو. هذه ميزة مهمة لمن يتعلم في فترات متقطعة. لكنه لا يعطي مساحة للتعمّق أو التوسّع. إذا كنت من النوع الذي يحب الغوص في الاستثناءات، أو يريد مقارنة الأزمنة ببعضها، فستشعر أنه يختصر أكثر مما يجب. وهذا طبيعي، لأنه لا يُفترض به أن يكون مرجعًا لغويًا، بل مدخلًا.
هل يناسب الأطفال أو الطلاب الصغار؟
جزئيًا نعم. الصور التي يقدّمها التطبيق في الشروحات مفيدة للطلاب الصغار، لكنها ليست مصممة بلغة الأطفال. لا توجد ألعاب، ولا واجهة ملونة. لذلك أعتقد أنه يخدم طلاب المدارس المتوسطة أو الثانوية أكثر مما يخدم الأطفال في المرحلة الابتدائية. ولو كنت ولي أمر وأردت دعم ابنك بتطبيق بسيط، سيكون مفيدًا كمرجع إضافي، لا كمصدر أساسي.
ماذا عن المتعلمين ذاتيًا مثلي؟
هنا كان التقييم الأصعب. أنا أؤمن بالتعلّم الذاتي، لكني لا أتعامل مع القواعد كمحتوى أساسي، بل كمرجع عند الحاجة. هذا التطبيق يناسبني عندما أبحث عن تذكير سريع بقاعدة قديمة، او مراجعة مختصرة قبل جلسة قراءة أو استماع. لكن لا يمكنني استخدامه كأساس لرحلتي التعليمية. لا يوجد به المحتوى الأصلي، ولا يقدّم الأمثلة الواقعية التي أحتاجها. هو أقرب لدفتر ملاحظات منسق أكثر منه منصة تعليمية حقيقية.
هل أنصح به؟
إذا كنت تبدأ من الصفر، وتشعر أن اللغة تخيفك، فهذا التطبيق سيمنحك الشعور بالسيطرة. هو بسيط وواضح، لا يضغط عليك، ويعطيك محتوى عربي بالكامل. في بيئة يسيطر عليها المحتوى الإنجليزي والتقني، هذا أمر مهم. أما إذا كنت تجاوزت المرحلة الأولى، فستحتاج إلى تطبيق أكثر تنوعًا وتفاعلية. لا لأن هذا التطبيق ضعيف، بل لأنه يؤدي غرضًا محددًا فقط.
ما جذبني في هذا التطبيق ليس كونه متكاملًا، بل لأنه صادق في هدفه. لا يدّعي ما لا يقدمه، ولا يختبئ خلف ألعاب أو واجهات جذابة. هو ببساطة تطبيق قواعد اللغة الانجليزية، كما يُفترض أن يكون. يعرض المحتوى بأسلوب بسيط، لا يطلب منك أكثر من التركيز، ويترك لك حرية الاستخدام حسب حاجتك. أنا شخصيًا لا أستخدمه يوميًا، لكنني أبقيه على هاتفي كمصدر سريع للعودة إلى القواعد عند الحاجة.